رشا المقالح
مع تغير الظرو ف العالمية بشكل متسارع : خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي و وصول ترامب إلى البيت الأبيض، و مع تزايد العمليات الإرهابية و انتشار التنظيمات الجهادية التي تتخذ من الإسلام غطاء إيديولجيا لتبرير أفعالها، و تصاعد الحملات الإعلامية المناهضة للإسلام في وسائل الإعلام الغربية و كذلك صعود الحركات اليمينية المتطرفة و تزايد شعبيتها في اوروبا، كل ذلك إنعكس على الواقع الاجتماعي و الحياة اليومية للمسلمين المقيمين في الغرب، و نتج عن ذلك موجة خوف و عداء انتشرت بين الشعوب الغربية - ظهر منها ما ظهر و خفي منها ما خفي- ضد أولئك المسلمين الذين يعيشون بينهم.
حيث أصبح المسلمون في الغرب، عرضة للتمييز و الإقصاء و الإعتداء في كثير من
الأحيان، و خاصة النساء المسلمات فهن يشعرن أنهن أكثر الفئات تعرضا للتهميش و
الاعتداء في الأماكن العامة و ذلك بسبب ارتدائهن للحجاب الذي يعلن بشكل صريح عن
انتماءهن الديني مما يجعلهن أهدافا سهلة في مجتمعات لا تثق بالمسلمين و تنظر لهم بصورة
سلبية.
فمثلا زادت حوادث الإعتداء على النساء
المحجبات، و تأتي هذه الحوادث بأشكال مختلفة : ابتداء من شتم المحجبة و البصق
عليها، مرورا بنزع حجابها، و انتهاءا بإيذائها جسديا كضربها في وجهها أو ركلها أو
صفعها. و كثيرا ما يقوم بهذه الاعتداءات مراهقون يعتبرون أمام القانون قُصراً و
أمام المجتمع "أطفالا"...!
أما في الحياة العملية فمن الصعب جدا أن تحصل المحجبة على وظيفة حتى لو
كانت لديها المؤهلات و المهارات الضرورية لأداء تلك الوظيفة، فما إن يقابل رب
العمل المرأة ويرى الحجاب على رأسها حتى يستبعدها تماما من الوظيفة.
كما تواجه الكثير من المحجبات،خاصة
من المهاجرات اللواتي وصلن مؤخرا إلى العالم الغربي، صعوبات كبيرة في استئجار شقق
و منازل للسكن، فعندما يرى أصحاب العقار المرأة بالحجاب فغالبا ما يستبعدون طلبها و يعتذرون
لها و لأسرتها و بالتأكيد لا يذكرون الأسباب الحقيقية لاستبعادها و إنما يقدمون أعذارا
مختلفة، لكنهم في الواقع يشعرون بالخوف و القلق من كل ما يتصف بـ "إسلامي"
حتى لو كان قطعة قماش موضوعة على رأس فتاة.
ربما يجادل البعض بأن المجتمعات الغربية تدعي أنها تكفل حقوق الإنسان و
أنها مجتمعات حرة يتمتع الفرد فيها بحريته كاملة و من حقه ممارسة دينه دون التعرض
للإضطهاد ، فكيف يسمحون بممارسة التصنيف و الإقصاء ضد المحجبات، و هذا صحيح
قانونا، لكن القانون لا يتحكم في مشاعر الناس تجاه بعضهم البعض، و المجتمعات
الغربية ليست مجتمعات مثالية، هي مجتمعات لها مشاكلها و فيها أفراد سيئين و
مضطربين، و كما فيها العقلاء فإن فيها
الجهلاء أيضا و على المرأة المسلمة أن تبادر إلى إتخاذ الإجراء الذي يحميها من الجهلاء، وهذا حق يكفله لها
الإسلام.
و لست هنا بصدد مناقشة الحجاب و حكمه و ما إذا كان فرضا أم مجرد عادة عربية قديمة، لأن هذا الموضوع قد أشبع بحثا و نقاشا و جدلا. ما أنا بصدده الآن هو الإجابة على سؤال واحد فقط : ألا يحق للمرأة المسلمة حماية نفسها من الأذى أم أنه يجب عليها أن تلبس الحجاب مهما عرضها للتمييز و الاضطهاد و الكراهية و الاعتداء؟
خاصة و أن الحجاب في العالم الغربي قد تحول من رمز للتنوع و التعايش إلى رمز يثير الاستفزاز و الخوف و الكراهية و الحيرة، و أسباب هذا التحول كثيرة و معقدة، تماما مثل تلك الأسباب التي حولت الحجاب عند المسلمين أنفسهم من مجرد لباس تقليدي خاص بالجزيرة العربية إلى لباس يمثل الإسلام في كل أنحاء العالم.
و لست هنا بصدد مناقشة الحجاب و حكمه و ما إذا كان فرضا أم مجرد عادة عربية قديمة، لأن هذا الموضوع قد أشبع بحثا و نقاشا و جدلا. ما أنا بصدده الآن هو الإجابة على سؤال واحد فقط : ألا يحق للمرأة المسلمة حماية نفسها من الأذى أم أنه يجب عليها أن تلبس الحجاب مهما عرضها للتمييز و الاضطهاد و الكراهية و الاعتداء؟
خاصة و أن الحجاب في العالم الغربي قد تحول من رمز للتنوع و التعايش إلى رمز يثير الاستفزاز و الخوف و الكراهية و الحيرة، و أسباب هذا التحول كثيرة و معقدة، تماما مثل تلك الأسباب التي حولت الحجاب عند المسلمين أنفسهم من مجرد لباس تقليدي خاص بالجزيرة العربية إلى لباس يمثل الإسلام في كل أنحاء العالم.
فعندما أطرح السؤال التالي على
النساء الغربيات في مناسبات مختلفة : "ما الذي يخطر في بالك للوهلة الأولى
عند رؤيتك لفتاة محجبة؟"، فإن أكثر إجابة
أحصل عليها هي : "أشعر بأنها مضطهدة!"
و في إحدى المرات دار حديث قصير بيني و بين زميلاتي الألمانيات في الصف حول الحجاب، و فوجئت بإحداهن بعد نهاية الدرس تأتي إلي و تقول لي و على وجهها علامات الانزعاج: "رشا..أنا آسفة و لكن لدي مشكلة مع الحجاب! لماذا تلبسه المسلمات؟ لا أفهم!!!"
و في إحدى المرات دار حديث قصير بيني و بين زميلاتي الألمانيات في الصف حول الحجاب، و فوجئت بإحداهن بعد نهاية الدرس تأتي إلي و تقول لي و على وجهها علامات الانزعاج: "رشا..أنا آسفة و لكن لدي مشكلة مع الحجاب! لماذا تلبسه المسلمات؟ لا أفهم!!!"
و عندما أقمنا في إحدى المرات فعالية ثقافية في واحدة من مدارس هامبورج
الثانوية، تحدثنا فيها عن بلادنا ثقافيا و سياسيا، لاحظت أن هناك عدد من اللوحات على جدارن المدرسة و من بينها لوحات لنساء محجبات يرتسم على وجوههن الأسى و المعاناة. و عندما سألت عن الهدف من تلك اللوحات، أخبروني أنها ترمز لأزمة اللاجئين و لمعاناتهم!
و هكذا - وبالإضافة إلى كونه أصبح رمزا للإضطهاد و التطرف - تحول الحجاب أيضا إلى رمز للشعوب التي ترزح تحت نيران الظلم و البؤس و الصراع .
و مع كل تلك النظرة السلبية للحجاب و ما يرافقها من الضغوطات و العراقيل التي تواجه المرأة المحجبة في الغرب، اضطر كثير من المسلمات لخلعه لحماية أنفسهن من كل ذلك الأذى الاجتماعي و النفسي و المهني الذي يلحق بهن جراء ارتدائه، و حتى يتمكن من مزاولة حياتهن اليومية دون تعقيدات و دون مخاوف،حتى أن بعض وسائل الإعلام أسمتها "موجة خلع الحجاب".
و يعتبر هذا حلا و إشكالا في الوقت نفسه. فالنساء اللواتي خلعن الحجاب و تخلصن من التصنيف و الإقصاء والتهميش في المجتمع الغربي الذي يعشن فيه، يواجه أغلبهن تصنيفا من نوع آخر و إقصاء و هجوم من قبل الأهل و الأصدقاء و من قبل المجتمعات الإسلامية حيث يتم اتهامهن بالكفر أو التمرد أو التبرج و الإنحلال!
و هكذا - وبالإضافة إلى كونه أصبح رمزا للإضطهاد و التطرف - تحول الحجاب أيضا إلى رمز للشعوب التي ترزح تحت نيران الظلم و البؤس و الصراع .
و مع كل تلك النظرة السلبية للحجاب و ما يرافقها من الضغوطات و العراقيل التي تواجه المرأة المحجبة في الغرب، اضطر كثير من المسلمات لخلعه لحماية أنفسهن من كل ذلك الأذى الاجتماعي و النفسي و المهني الذي يلحق بهن جراء ارتدائه، و حتى يتمكن من مزاولة حياتهن اليومية دون تعقيدات و دون مخاوف،حتى أن بعض وسائل الإعلام أسمتها "موجة خلع الحجاب".
و يعتبر هذا حلا و إشكالا في الوقت نفسه. فالنساء اللواتي خلعن الحجاب و تخلصن من التصنيف و الإقصاء والتهميش في المجتمع الغربي الذي يعشن فيه، يواجه أغلبهن تصنيفا من نوع آخر و إقصاء و هجوم من قبل الأهل و الأصدقاء و من قبل المجتمعات الإسلامية حيث يتم اتهامهن بالكفر أو التمرد أو التبرج و الإنحلال!
و على غرار الحديث الذي ينسب للرسول: (( ما بين المسلم و الكافر ترك
الصلاة)) فإن هناك اعتقادا راسخا لدى كثير من المسلمين – المتشددين منهم بشكل خاص
- أنه : "ما بين المسلمة و الكافرة خلع الحجاب" ...!
أما عند "المعتدلين" فمن خلعت الحجاب فهي ليست كافرة و إنما تعد
عاصية لأوامر ربها و هناك من يطالب بالشفقة عليها، و هناك أيضا من يحرض على
مقاطعتها و نبذهها بسبب معصيتها..!
عندما أقرأ قوله تعالى : ((يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء
المؤمنين يدنين عليها من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين..)) فلو قمت بتطبيق التفسيرات المتوارثة لهذا الإجراء المذكور في الآية حرفيا على واقعي – كإمرأة مسلمة تعيش في مجتمع غربي –
لما وجدت لهذه الآية أي مصداقية...!
فالمرأة المسلمة في الغرب عندما
ترتدي الحجاب و تدني الجلباب تصبح هويتها الدينية معروفة بين الناس، وتجد نفسها تتعرض للأذى ، فكيف تتسق الآية السابقة في قوله تعالى "فلا يؤذين"
مع هذا الواقع المليء بالأذى؟!
و لأننا نشأنا في ثقافة "إسلامية" تدقق في الشكل على حساب
المضمون، يفشل أغلب المسلمين في إسقاط ذلك التعليم الوارد في الآية بالطريقة
المناسبة لواقعهم و لطبيعة المجتمع من حولهم و التغييرات المتسارعة التي تواجههم، و لا يفهمون أن الغرض الأساسي من ذلك
التعليم القرآني الحكيم هو حماية المرأة المؤمنة من الأذى المحتمل في ذلك الزمن، حيث أخذت الآية ظروف ذلك المجتمع في الإعتبار فجاء الإجراء متناسبا مع تلك الظروف، و يعتقد هؤلاء أن التمسك بالحجاب هو غاية بحد ذاته مهما عرض المرأة للأذى و هكذا يخرجون بالآية عن مغزاها الحقيقي و هو الحفاظ على سلامة المرأة المؤمنة. لذا ليس من المنطقي أن تأتي المؤمنة في هذا الزمن لتأخذ بذلك الإجراء بعينه مسقطة من حساباتها المجتمع من حولها و ظروفه المتغيرة.
ولاحظت في الآونة الأخيرة و كردة فعل على تصاعد العداء في المجتمعات الغربية للحجاب ، قيام بعض الفتيات المسلمات بإطلاق الحملات الإلكترونية و نشر الفيديوهات للدفاع عن الإسلام و عن صورة المرأة المحجبة، و أنه اختيار و حق، و أنه جزء من هويتهن الدينية، و مع اتفاقي معهن في أن من حق كل شخص أن يرتدي ما يريد، لكني أرى أن كل ذلك هو مضيعة لوقتهن و جهدهن في مسألة شكلية ليست من جوهر الدين و لا داعي لأن تتحول إلى صراع و صدام مع المجتمع المحيط بهن و الذي لن يؤدي في النهاية إلا إلى عزلتهن، و هناك بالفعل الكثير من النساء المسلمات اللواتي لم يحصلن على الوظائف التي يحلمن بها بسبب ارتدائهن للحجاب أو أنهن اضطررن للعمل بوظائف لا تحقق طموحهن فقط لأن الوظائف التي يطمحن إليها لا تسمح بوجود أي مظهر ديني، و أخريات اضطررن للبقاء في البيت و العيش في عزلة عن المجتمع المحيط بهن.
أما بالنسبة لما يتعرض له الإسلام من تشويه سواء على يد الجماعات المتطرفة
أو عن طريق الإعلام الغربي، فليست المرأة المسلمة في الغرب ملزمة بالرد على تلك
التصرفات و لا على الحملات الإعلامية. فليس عليها أن تتحمل تجميل أي صورة و لا أن
تتخندق للدفاع عن الإسلام، و إنما عليها أن تمارس شعائر دينها بينها و بين ربها، و
عندما تخرج للناس فعليها أن تكون محايدة...مجرد فرد في المجتمع الذي تعيش فيه و
تنتمي إليه،أما عندما تنطلق للدفاع عن المسلمين كجماعة فيجب عليها أن تتذكر أن المسلمين فيهم الجيد و
فيهم السيء لذا فإن التصرفات السيئة ستمسها رغما عنها، و ستشعر بعبء تلك التصرفات،
و بأنها في خانة الإتهام دائما.
و من المثير للغيظ أن الرجل المسلم في المجتمع الغربي يرتدي ملابس محايدة
تماما لا تظهر هويته و لا انتمائه الديني، فتجد كثيرا من الشباب المسلم يرتدي
القمصان و البنطلونات التي يرتديها الشباب الغربي، فليس مطالبا بإبراز هويته
الدينية أمام الناس لذا يشعر بالأمان و بأنه محايد، أما المرأة المسلمة فهي محرومة
من هذا الشعور و مطالبة بإبراز هويتها الدينية في كل مرة تخرج فيها إلى الشارع.
و الإسلام كما أفهمه ليس دين مشقة و غلظة و إنما هو دين رحمة و تيسير ، و من حق
المرأة المسلمة – كغيرها من نساء العالم - أن تلبس بالطريقة التي لا تعرضها لأي
نوع من أنواع الأذى و أن تتخذ الإجراء المناسب لحماية نفسها من أي تصنيف أو
اعتداء.
الطريف أن "شيوخ" المسلمين كثيرا ما يتشدقون بأن المرأة في
الإسلام "كالجوهرة" و أن الحجاب إنما فرض لحماية تلك الجوهرة، لكن لماذا
يتركون تلك "الجوهرة" تتعرض للبصق و الشتم و الرفس و الإهانة و الإقصاء
بسبب الحجاب؟ إم إنها تكف عن كونها جوهرة يجب الحفاظ عليها و على سلامتها اذا صار الحجاب هو ما يعرضها للخطر؟ أم أن الجوهرة هو
الحجاب نفسه و هو ما يجب الحفاظ عليه مهما عرض المسلمة للأذى؟؟!!
و نتيجة لهذا الغرس الفكري في إذهان المسلمات فإن هناك من يتمسكن به حتى لو تعرضن للأذى بسببه اعتقادا منهن أنهن
ينفذن أمر الله و أنهن يتحملن تلك المشقة في سبيل الله، و مع احترامي الكامل
لإيمانهن و قناعتهن، لكني لم أجد في القرآن ما يطالب المرأة المسلمة بأن تلبس ما
يعرضها للأذى بل إن حماية نفسها و الحرص على سلامتها هي من مقاصد هذا الدين و لهذا
قال تعلى : "فلا يؤذين"...لذا عليها أن تعلم أنها إذا ارتدت الحجاب و هي
تعرف بأنها تعرض نفسها للأذى و التهميش و الإقصاء في المجتمع الذي تعيش فيه فهي تتحمل
عواقب ما يصيبها و لا تنسبه إلى الله ، و لا تحمل نفسها ما لا طاقة لها به، لأن ذلك افتراء على الله فما كان الله ليرضى أن
تفعل ذلك بنفسها، فهو الغني الحميد عن تعريضها للأذى.
و مع كل هذا التسطيح الفكري الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية و اهتمامها
بالقشور و الشكليات على حساب المضمون و الإنتاج فإن المرأة المسلمة المقيمة في الغرب ترزح تحت عبء هذه الضغوطات الثقافية من جهة، و تحت
موجة العداء و الكراهية التي تتعرض لها في المجتمع الغربي الذي تعيش فيه من جهة
أخرى، و هكذا تجد نفسها عالقة و حائرة.
و هناك كثيرات ممن يردن خلعن الحجاب و الابتعاد بأنفسهن عن كل ذلك العبء الذي يواجهنه في مجتمعاتهن الجديدة و محاولة تيسير حياتهن و وضع سلامتهن في المرتبة الأولى لكنهن لا يتجرأن على اتخاذ هذه الخطوة إما لخوفهن من ضغوطات الأهل و الأقارب والأصدقاء أو لشعورهن بأنهن لو خلعن الحجاب فقد ارتكبن كبيرة من الكبائر و أنهن قد خرجن عن الإسلام!
و هناك كثيرات ممن يردن خلعن الحجاب و الابتعاد بأنفسهن عن كل ذلك العبء الذي يواجهنه في مجتمعاتهن الجديدة و محاولة تيسير حياتهن و وضع سلامتهن في المرتبة الأولى لكنهن لا يتجرأن على اتخاذ هذه الخطوة إما لخوفهن من ضغوطات الأهل و الأقارب والأصدقاء أو لشعورهن بأنهن لو خلعن الحجاب فقد ارتكبن كبيرة من الكبائر و أنهن قد خرجن عن الإسلام!
و هناك من خلعن الحجاب و لكنهن يتعرضن للإساءة و الهجوم - من المسلمين !- حيث يتم اتهامهن بأنهنعاصيات مفرطات و بأن عليهن التمسك بالحجاب حتى لو كان فيه هلاكهن، و هذا ليس بغريب على مجتمعاتنا العربية التي تبرع في محاسبة الناس و إدخالهم الجنة أو الزج بهم في النار!
لذا فإن رسالتي لهن أن يمضين في طريقهن غير آبهات بما يكال لهن من شتائم و بما يصدر عليهن من أحكام قاسية من قبل أولئك الذين يضعون أنفسهم في مقام رب العباد ويتحدثون بالنيابة عنه جل وعلا، و عليهن أن يضربن بتلك الأحكام عرض الحائط و لا يلتفتن إلا لسلامتهن و معيشتهن اليومية ، و عليهن ألا يسمحن لأحد بمحاسبتهن على قراراتهن الشخصية و الإجراءات التي يتخذنها لحماية أنفسهن، و أن يعرفن أن خلعهن للحجاب لن يجعلهن "أقل إيمانا" و تدينا، و إنما سيجعل حياتهن اليومية أكثر أمانا و هدوءا و انسجاما، بعيداعن التجاذبات السياسية و الحملات الإعلامية و التصرفات الإنتقامية.
لذا فإن رسالتي لهن أن يمضين في طريقهن غير آبهات بما يكال لهن من شتائم و بما يصدر عليهن من أحكام قاسية من قبل أولئك الذين يضعون أنفسهم في مقام رب العباد ويتحدثون بالنيابة عنه جل وعلا، و عليهن أن يضربن بتلك الأحكام عرض الحائط و لا يلتفتن إلا لسلامتهن و معيشتهن اليومية ، و عليهن ألا يسمحن لأحد بمحاسبتهن على قراراتهن الشخصية و الإجراءات التي يتخذنها لحماية أنفسهن، و أن يعرفن أن خلعهن للحجاب لن يجعلهن "أقل إيمانا" و تدينا، و إنما سيجعل حياتهن اليومية أكثر أمانا و هدوءا و انسجاما، بعيداعن التجاذبات السياسية و الحملات الإعلامية و التصرفات الإنتقامية.