Pages

August 14, 2017

هذه تجربة طفلي في روضة الأطفال في ألمانيا




أمام مبنى الروضة


رشا المقالح

قال الشاعر قديما : أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا...و أنا أقول اليوم : أتاك الصيف المنعش يختال ضاحكا! فهذا الصيف بالنسبة لي هو صيف مميز، فطفلي الوحيد قد أنهى فترة روضة الأطفال و هو حاليا يقضي إجازة الصيف الأولى التي تسبق دخوله المدرسة!  ففي سبتمبر القادم سيبدأ عامه الأول في المدرسة وإنني لأتعجب حقا كيف مرت عامين من روضة الأطفال بهذه السرعة المدهشة!

لا زلت أتذكر اول يوم له في الروضة في ألمانيا و كيف كان خائفا جدا و ممسكا بي يرفض أن يتركني أو أن أبتعد عنه قليلا. و الحق يقال فقد كنت أنا أيضا أشعر بالخوف، كيف لا و نحن في بلد غريب، بلغة و ثقافة مختلفتين تماما عن كل ما عهدناه. لذا راودني شعور بالقلق و ساورتني الشكوك و التساؤلات عما إذا كان طفلي قادرا على التأقلم خاصة مع حاجز اللغة.

 و لكني فوجئت بأن الطريقة المتبعة في رياض الأطفال الألمانية مع الأطفال المسجلين حديثا تمتاز بالمراعاة التامة، حيث أبلغوني بأنني يمكنني مصاحبة طفلي حتى يتغلب على خوفه و حتى يعتاد على محيطه الجديد و يشعر بثقة كافية تمكنه من البقاء وحده في الروضة دون وجود أحد والديه.

قال لي معلمو الروضة أن ساعة واحدة في اليوم تكفي في الأسبوع الأول، حتى يتعرف على محيطه، و في الأسبوع الثاني قاموا بتمديد الفترة إلى ثلاث ساعات في اليوم و ذلك بالطبع مع وجودي معه. لاحظت كيف كان في بداية الأمر قلقا متحفزا، ثم كيف أصبح مع مرور الأيام أكثر تقبلا و راحة. لذا في الأسبوع الثالث لم يكن يبحث عني نهائيا و قد أخبرني المعلمون أنه مستعد لقضاء اليوم كاملا في الروضة، دون الحاجة إلى وجودي بجانبه، حيث يمكنني الإنتظار في صالة الروضة أو ربما يمكنني الخروج من الروضة و البقاء قريبة من محيطها. و في اليوم الأخير من الأسبوع الثالث، عندما قمت بتوصيله إلى الروضة ودعني من تلقاء نفسه بابتسامة عريضة قائلا: مع السلامة!

لن أنسى أبدا شعوري في تلك اللحظة، كان مزيجا من الرضا و الإرتياح و الإمتنان أيضا! امتنان كبير لهذه الطريقة السلسة لتهيئة الأطفال في هذه المرحلة، و كيف أنها تخفف من قلق الانفصال الذي يصيب الأطفال عند ابتعادهم عن الأهل للمرة الأولى. طريقة تتسم باللطافة و احترام مشاعر الطفل و عدم الضغط عليه و كذلك على والديه.

أعرف أنه في أماكن كثيرة من العالم، يجب على الآباء ترك أطفالهم في الروضة في أيامهم الأولى، و لا يتسنى لهم قضاء وقت كاف مع أطفالهم لحين إكتسابهم الثقة اللازمة للبقاء بمفردهم في الروضة. لذا فإن كثيرا من الآباء و الأمهات يراودهم شعور بالذنب و الألم حين يضطرون لفراق أطفالهم و هم باكين منتحبين و عيونهم مليئة بالفزع و القلق.

و لكن لحسن الحظ، ليس هذا هو الحال في رياض الأطفال الألمانية!   كنت سعيدة أن ابني حظي ببداية مشجعة في الروضة، و زادت سعادتي أكثر و أنا أشاهده يتأقلم بسرعة مع الروتين، و كيف أصبحت الروضة مع مرور الوقت تشكل بيته الثاني.

 و تمتاز الروضة بكثير من المرافق و الإضافات التي تجعل الأطفال يشعرون بالفعل و كأنهم في منزلهم، فعلى سبيل المثال يوجد أمام كل صف خزانة حائطية بمعالق و رفوف لكي يضع فيها الأطفال أغراضهم.  في الجزء السفلي من الخزانة توجد دكة خشبية طويلة يضع تحتها الأطفال أحذيتهم، ليرتدوا بدلا عنها ما يسمى بحذاء المنزل أو ما يعرف لدينا بالشبشب. كل طفل لديه رف و معلاق خاصين به. و كل رف يلصق عليه اسم الطفل و كذلك رمز طفولي مثل الشمس أو شجرة أو كرة و غيرها. الرمز الخاص بطفلي كان عبارة عن أقلام تلوين.  على المعلاق يقوم كل طفل بوضع سترته و حقيبة الظهر و السروال الواقي من المطر.أما على الرفوف ذات العلامات المميزة يضع الأطفال الأحذية المنزلية و قبعات الصوف و غيرها من الأشياء الصغيرة الخاصة بهم. 








و من الأمور التي جعلت الروضة أكثر دفء و حميمية هي وجود رفوف كبيرة في أعلى خزانة الحائط وضع عليها صناديق كبيرة حيث يوجد صندوق لكل طفل و عليه اسمه. بداخل هذه الصناديق توجد ملابس للتغيير في حالة احتياج الطفل لذلك. الآباء و الأمهات مسئولون بشكل كامل عن محتويات هذه الصناديق و عليهم أن يتأكدوا دائما أن صندوق الملابس الاحتياطية يحتوي على جوارب و ملابس داخلية و قمصان و سراويل و غيرها.


صناديق الملابس الاحتياطية


و يتم تقسيم الأطفال في الروضة إلى مجموعات و كل مجموعة لديها صف دراسي خاص بها و لها اسمها المميز. في بداية الأمر كنت أتوقع أن  تقسيم الأطفال يتم بناء على أعمارهم و لكني لاحظت أن كل مجموعة كانت عبارة عن خليط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثالثة و السادسة. عندما سألنا معلمي الروضة عن ذلك قالوا أن هذا جيد للأطفال، فبهذه الطريقة يتعلم الأطفال الأصغر سنا من الأكبر سنا، أما الأطفال الأكبر سنا يتعلمون رعاية الأطفال الأصغر سنا و التعامل بلطف معهم.

كانت تلك هي اللحظة التي اكتشفت فيها أن رياض الأطفال الألمانية ـ لا تقوم بتعليم القراءة والكتابة على الإطلاق!  على عكس بعض أجزاء من العالم، رياض الأطفال في ألمانيا ليست مكانا  يبدأ الأطفال فيه في تعلم الأبجدية و الأرقام، إنما هي أشبه ما تكون بمراكز لرعاية الأطفال في النهار حتى يتمكن آبائهم و أمهاتهم من الذهاب إلى العمل.

 وبعبارة أخرى، فإن رياض الأطفال في ألمانيا ليست جزءا من النظام التعليمي و لهذا السبب فإن كلمة معلم "ليرير" لا تستخدم أبدا في رياض الأطفال الألمانية تحت أي ظرف، و إنما هناك كلمة أخرى لوصف الشخص الذي يعتني و يشرف على الأطفل في الروضة و هذه الكلمة هي "ايرتسير" و يمكن ترجمتها إلى كلمة مربي أو منشيء و هكذا يمكن القول بأن العملية التي تحصل في رياض الأطفال الألمانية ليست تعليما بالمعنى النظامي المتعارف عليه و أنما هي شكل من أشكال التنشئة. 

 ولذلك، فإن كلمات مثل "فصل دراسي" و "معلم" ليست مناسبة هنا و لكنني قمت باستخدامها على كل حال في هذه التدوينة حيث أنني لم أجد الترجمات الأخرى قابلة للاستخدام كبدائل مناسبة.

 و الآن دعونا نتعرف عن كثب كيف يقضي الأطفال يومهم في الروضة الألمانية. في العادة بعد أن يصل الأطفال صباحا و يقومون بتعليق ستراتهم و حقائب الظهر و خلع أحذيتهم و استبداله بحذاء المنزل، فإنهم يلعبون بحرية لبعض الوقت إما في فصولهم الدراسية أو في الردهة أو في غرفة الرياضة و التي هي عبارة عن غرفة تحتوي على حصير رياضي و إطار للتسلق و كرة للقفز و بعض الكرا ت الأخرى. و هنا يمكن للأطفال الحركة و ممارسة بعض النشاط البدني بطريقة عفوية و تفريغ جزء من طاقاتهم. و عندما يفتح مطعم الروضة يتوجه الأطفال إليه لتناول طعام الإفطار.

غرفة الرياضة





في التاسعة تماما تنتهي وجبة الإفطار و يجب على كل طفل أن يتوجه إلى فصله حيث توجد مجموعته،  و لكل مجموعة اسم طريف خاص بها، فمثلا هناك مجموعة "الراكون" و مجموعة "الشمس" و مجموعة  أخرى " متعددة الألوان" أما المجموعة التي ينتمي إليها طفلي فكان اسمها مجموعة "الأرانب"! و تتضمن المجموعة حوالي 21 طفلا مع اثنين من المعلمين.  كل مجموعة لديها الغرفة الخاصة و بها الأشياء و الأدوات التي تبقي الأطفال منشغلين مثل كتب الأطفال، ولعب الأطفال، والألعاب الأخرى مثل لعبة الأحجية و تركيب الصور المقطعة، بالإضافة إلى بعض المواد والمعدات اللازمة للتلوين و  كذلك بعض الأشغال اليدوية.

في الفصل


الفصل الخاص بمجموعة "الأرانب" مقسم إلى عدة  أجزاء، فهناك ركن البناء و الذي يحتوي على ألعاب التركيب التي تنمي مهارات البناء مثل قطع المكعبات البلاستيكية و كذلك الخشبية، كما يحتوي ركن البناء على عدد من السيارات الصغيرة، و غيرها من القطع التي تثير خيال الأطفال و تجعلهم ينخرطون في ألعاب البناء و قضاء بعض الوقت مع بعضهم البعض في التفكير بشكل خلاق و ترتيب القطع في أنماط معينة تنتج عنها أشكال متنوعة.

ركن ألعاب البناء


بالإضافة إلى ركن البناء، هناك ركن آخر يسمى بركن الدمى و يقع في الدور العلوي و لديه سلم خشبي صغير يؤدي إليه. في هذا الركن يوجد مطبخ لعبة و كنبة صغيرة و كذلك سرير خاص و عدد من الدمى.

هناك جزء آخر من الفصل مخصص للرسم و التلوين و الأعمال اليدوية، حيث يمكن للأطفال الجلوس معا حول الطاولة و اطلاق العنان لمخيلاتهم و تفريغ ما يجول في عقولهم الصغيرة على الورق. أو ربما قاموا بصنع بعض الأشكال من الخشب أو الورق أو غيرها من المواد بتوجيه من المعلمين. كان طفلي يحضر معه من حين لآخر بعضا من هذه الأشياء التي صنعها في الروضة و هو يشعر بالفخر و السعادة.



من أكثر اللحظات المميزة التي تجمع الأطفال سويا هي ما يعرف بحلقة الصباح حيث يجتمع أطفال المجموعة الواحدة مع بعضهم في الفصل و يجلسون في حلقة مع معلميهم، يحيون بعضهم و يغنون الأغاني و تقرأ المعلمة قصة مشوقة من كتاب للأطفال و الأطفال يستمعون إليها بانتباه. و عندما يكون عيد ميلاد أحد الأطفال في المجموعة فإنهم يحتفلون به في الحلقة الصباحية حيث يجلس الطفل على "كرسي عيد الميلاد" و يلبس تاجا له ذيل طويل و يغني له الأطفال أغنية عيد الميلاد، ثم تقدم له المعلمة صندوقا مليئا بالهدايا المختلفة و له أن يختار واحدة منها كهدية عيد الميلاد.

الاحتفال في الروضة بعيد ميلاده السادس 


تستغرق حلقة الصباح حوالي نصف الساعة،بعدها يمكن للأطفال البقاء في فصلهم  واللعب معا أو ربما يُسمح لهم بالخروج إلى حديقة الروضة و التي تحتوي على ألعاب متنوعة تشبه الألعاب الموجودة عادة في حدائق الأطفال مثل المراجيح و الزلاقات و ألعاب التسلق و غيرها.

حديقة الروضة


في الساعة الثانية عشر و نصف يحين موعد الغداء ويجتمع الأطفال في مطعم الروضة، و على الرغم من أن طفلي لا يقبل على الأكل كثيرا و هو صعب الإرضاء جدا في هذه الناحية إلا أنه أحب كثيرا الأطباق التي كانت تقدم له في الروضة خصوصا في وجبة الغداء حتى أنه طلب مني تحضير بعضها له و عندما حاولت عدة مرات تحضير بعض تلك الأصناف، كان يتذمر قائلا."لا ياماما! هذا لا يشبه الطعام الذي نتناوله في الروضة! " و هنا لا أملك ، كأم ، إلا أن أشعر بالحرج و الغيظ!  

مطعم الروضة


بعد أن تنتهي وجبة الغداء في الروضة، يحصل الأطفال على ساعة أخرى من اللعب الحر قبل أن يجيء موعد ما يسمى ب "وقت الشاي" ، و على الرغم من التسمية إلا أنه لا يتم تقديم أي شاي في هذا الوقت و إنما يجتمع الأطفال على طاولة فصلهم و يتناولون وجبة خفيفة مثل الفواكه أو الخضروات و الكعك و الحليب و غيرها.

على الرغم من أن الأطفال لا يتعلمون مهارات القراءة و الكتابة في الروضة على الإطلاق حيث يترك هذا الأمر للمدرسة بشكل كامل، إلا أن الروضة لديها برنامج متكامل يوفر للأطفال فرصا رائعة للتعلم. فقد تعلم طفلي العديد من الأشياء المهمة و اكتسب بعض المهارات اللازمة و التي سوف يحتاجها بكل تأكيد في المدرسة و كذلك في الحياة بشكل عام. فعلى سبيل المثال في بداية دخوله إلى الروضة لم يكن ابني يعرف حرفا من اللغة الألمانية، و هناك في الروضة التقط اللغة بسرعة قياسية حتى أن معلمي الروضة أبدوا إعجابهم الشديد بذلك!

من النشاطات المهمة التي يتضمنها جدول الروضة هو الرحلات الميدانية، و كان يوم الثلاثاء مخصصا لذلك تحت اسم "يوم الطبيعة". و هذا النشاط يقتصر على الأطفال الذين سوف ينضمون إلى المدرسة في العام المقبل و يطلقون عليهم "أطفال المدرسة" (شول كيندر). و في صباح كل ثلاثاء يتجمع أطفال المدرسة في الروضة و يأخذون معاهم حقائب الظهر و وجبة خفيفة و مشروبا ثم يتوجهون إلى الغابة أو إلى حديقة المدينة. و هناك يقومون معا بممارسة بعض الأنشطة مثل بناء خيمة أو يجمعون أشياء من الغابة. في بعض الأحيان، قد تنظم الروضة رحلة بالحافلة إلى خارج المدينة، حيث يزور الأطفال أماكن مثيرة لاهتمامهم مثل حديقة الحيوان أو بحيرة معروفة و غيرها.

في البداية، لم يكن ابني مهتما على الإطلاق بالرحلات الميدانية، و في صباح الثلاثاء يرفض الذهاب إلى الروضة
و يتذمر و يبكي و مع الوقت تقبل الأمر و صار متحمسا لتلك الرحلات. اللطيف في الأمر أن معلمي الروضة قاموا بتوثيق كل النشاطات التي قاموا بها في هذه الرحلات الميدانية في ملف لكل طفل، حيث قاموا بوضع الصور التي التقطوها و كذلك المعلومات التي حصل عليها الأطفال و الأشياء التي قاموا بصنعها بأنفسهم في تلك الرحلات. وعندما أحضر ابني معه في اليوم الأخير من الروضة ذلك الملف إلى المنزل شعرت بسعادة غامرة و أنا أقلب في صفحاته و أرى أن طفلي شارك في أنشطة مفيدة جدا و تعلم أشياء كثيرة عن الطبيعة و الحيوانات و الحشرات، يا لها من نشاطات مثمرة للغاية!



صفحات من ملف الرحلات الميدانية


و بالإضافة إلى الرحلات الميدانية، يقوم معلمو رياض الأطفال بإعداد بعض الأنشطة الأسبوعية الرئيسية للأطفال مثل ورش العمل التي يقوم بها أشخاص متخصصون لشرح مواضيع مختلف مهمة مثل مصادر الطاقة أو أهمية تنظيف الأسنان، و غيرها من المواضيع. فمثلا عاد ابني إلى المنزل يوما ما و هو يشرح لنا عن الهرم الغذائي و أنهم قاموا بصنع واحد في الروضة!

وقد أعد المعلمون ملفا آخر يتضمن الأنشطة و ورش العمل التي تمت بداخل الروضة. و في نهاية العام الدراسي حصل كل طفل انهى فترة الروضة على الملف الخاص به و أحضره معه إلى المنزل مع صورة جماعية لكل أطفال المجموعة مع معلميهم.

صفحات من ملف النشاطات في الروضة


من المهارات المهمة التي اكتسبها طفلي في الروضة هي كيفية تكوين صداقات وكيفية التفاعل اجتماعيا. أما من الناحية الثقافية فقد شارك و تعلم الكثير عن الاحتفالات التقليدية التي تقام في ألمانيا مثل "الكرنفال" و الاحتفال بالخريف و احتفالات عيد الميلاد و غيرها.

الاحتفال بيوم الكرنفال


من الأمور الأخرى اللطيفة في رياض الأطفال الألمانية هو ما يعرف بـ"كتاب الصداقة" (فروينديه بوخ). و هو عبارة عن دفتر للذكريات يقوم كل طفل بشراء واحد لنفسه و من ثم يمرره على أصدقاءه في الروضة و كذلك على معلميه حتى يضعوا صورهم و يكتبوا أسماءهم و تواريخ ميلادهم و عناوينهم. وبهذه الطريقة، عندما يكبر الأطفال، يظلون على علم بكل الأشخاص الذين قضوا وقتهم معهم في الروضة. أليس أمرا رائعا أن يقتني الأطفال في هذه السن الصغيرة مثل هذه الذكريات؟!

كتب الصداقة


و على الرغم من أن طفلي قضى وقتا رائعا في الروضة إلا أنه لم يمر تماما دون لحظات مؤلمة. ففي إحدى المرات قام أحد الأطفال بإغلاق الباب على يده بقوة و أصيب طفلي بجرح كبير مما اضطر الروضة إلى استدعاء سيارة الإسعاف، و ذهبنا إلى قسم الطواريء و هناك أخبرونا أن عظمة الاصبع قد كسرت، واضطر الاطباء الى وضع دعامة معدنية حول إصبعه المصابة لبضعة اسابيع. كانت لحظات مؤلمة بالفعل و اضطر طفلي إلى البقاء في المنزل لفترة من الوقت قبل العودة إلى الروضة. و خلال تلك الفترة، قامت مجموعة "الأرانب" من الروضة بإرسال بطاقة بريدية له متمنية له الشفاء العاجل.





في الأخير، عندما أرى كيف كبر طفلي بهدوء في الروضة و كم من ذكريات لطيفة حظي بها في هذين العامين، أشعر بامتنان كبير. لقد قام المعلمون حقا بعمل رائع ! و أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أن الأطفال يمكنهم أن يتعلموا الكثير من خلال اللعب بعيدا عن الضغوطات. و على الرغم من أنني سأفتقد طفلي الصغير الذي كبر اليوم كثيرا إلا أنني أنتظر بصبر فارغ و أتطلع إلى خطوته الكبيرة المقبلة في الحياة .....المدرسة!





No comments:

Post a Comment