رشا المقالح
الطفلة مآب..منذ سمعت بالخبر الصادم و أنا أعيش حالة من الصدمة و الفجيعة...جربت كل الميكانيزمات النفسية الدفاعية التي نلجأ اليها في اللاوعي لحماية أنفسنا عند الصدمات...مثل لوم الضحية ، فلم أجد سوى طفلة بريئة صغيرة ضعيفة لا يمكن لومها بأي حال!! و هل تلام الزهور حين يسحقها أحدهم تحت قدميه؟ ...جربت تكذيب الخبر و قلت هذه مبالغة هذا مستحيل..لكن الخبر كان أكبر من أن يكذب...الخبر بحد ذاته ليس جديدا و هذه فقط تداعياته...
و منذ تلك اللحظة التي قرأت فيها قصة مآب و أنا أحاول أن أتجاهل الخبر و كأني لم أسمعه ... أن أصرف تفكيري إلى أمور أخرى مبهجة..أمور تذكرني أن العالم لا زال جميلا...و لم أستطع...فأي جمال في عالم تقتل فيه طفلة على يد من يفترض أنه حارسها الأمين و من يحميها حتى من قرصة الناموس ...؟!
ثم تلفت حولي أتفقد طفليّ...و احتضنهما...هذا كل ما أستطيع فعله...أن أقدم مزيدا من الحب و الحنان لهما...أحتضنهما بقوة و كأنني أحتضن مآب و أقول لها أطمئني.. انتِ في أمان...
أي مجتمع هذا الذي تحتجز فيه طفلة لمدة شهرين كاملين و تظل رهينة لعبث والدها الوحشي دون أن يتدخل أحد أو يتنبه لينقذها؟؟ طفلة ضعيفة تواجه منفردة كل هذا الكم من الألم و العذاب دون أن يشعر بها أحد؟؟
شرد ذهني، و تخيلت لو أن أمراً كهذا حصل في بلد كألمانيا...فهل كانت ستلقى مآب نفس المصير؟
لو كانت مآب هنا وغابت عن المدرسة يومين اثنين فقط، فستلحظ المدرسة تغيبها و سيتم التواصل مع أهلها لمعرفة الأسباب و اذا غابت عدة أيام دون توفير شهادة طبية فسيتم تبليغ الشرطة و ستحضر الشرطة الى المنزل للتحقيق في الأمر....و مهما حاول الأب المتوحش تبرير غياب ابنته، و مهما حاول إخفاءها و التأكيد أنها بخير، فإن الشرطة لن تنصرف حتى ترى الطفلة و تتأكد من سلامتها، و ما ان تجد الشرطة آثار ضرب و عنف على جسدها فسيتم سحبها على الفور من والدها لحمايتها ، و وضعها في ملجأ آمن و إحاطتها بالرعاية الصحية و النفسية التي تحتاجها..
سيتم القاء القبض على الأب المجرم.. سيحاكم و لن يجد قانونا "يتفهم" جريمته الشنعاء، و لن يجرؤ قاض على النطق بحكم براءته...فالدستور الألماني يكفل حماية الطفل من أي نوع من أنواع الإيذاء ، و يتكفل القانون بكل صرامة بتطبيق ذلك على أرض الواقع...
لكن حظ مآب العاثر جعلها تعيش في غابة...حيث لا كرامة لإنسان و لا حقوق للضعفاء..وجدت مآب نفسها في مجتمع يؤمن بأن الأطفال ملكية خاصة لذويهم يتصرفون فيهم كيفما يشاءون إن خيرا فخير و إن شرا فشر..
أعلم أن هناك مطالبات بإعدام الأب المجرم كما أعلم أن البعض يشعر أن هذا لا يكفي، لذا يطالبون بصلبه و تعزيره ...لكن هل هذا هو الحل؟
إنها طبيعة المجتمعات البربرية يا سادة...التي تسعى للإنتقام بدلا من إيجاد حلول لمنع تكرار هذا الكم الهائل من البشاعة...و كأن مقابلة البشاعة بالبشاعة سيحمي الأطفال و يضمن حقوقهم و يغير عقلية المجتمع التي تحتقر المرأة منذ أن تلد و حتى تموت...
و لكن لا بأس فلنحاكم المجرم و لنقتص منه...، لنقتله و لنصلبه أيضا، و لكن هلا تذكرنا و نحن نفعل ذلك أن نحاكم منظومة القيم الفاسدة التي قتلت مآب؟ و أن نحكم عليها بالإعدام رميا بالرصاص تماما كما قتلت مآب، و لا ننسى بعدها أن نرمي بجثتها من أعلى الجبل، و نتركها تتدحرج حتى تتهتك...و لنأخذ ماتبقى منها لنصلبها في ميدان عام و لنتركها هناك ليس ليوم أو يومين أو حتى ثلاثة...و إنما إلى الأبد.... لتكون عبرة و عظة للأجيال القادمة..هكذا ، و هكذا فقط سنحقق العدالة لمآب..و سترقد بسلام في قبرها بينما تجوب روحها الآفاق....
الطفلة مآب..منذ سمعت بالخبر الصادم و أنا أعيش حالة من الصدمة و الفجيعة...جربت كل الميكانيزمات النفسية الدفاعية التي نلجأ اليها في اللاوعي لحماية أنفسنا عند الصدمات...مثل لوم الضحية ، فلم أجد سوى طفلة بريئة صغيرة ضعيفة لا يمكن لومها بأي حال!! و هل تلام الزهور حين يسحقها أحدهم تحت قدميه؟ ...جربت تكذيب الخبر و قلت هذه مبالغة هذا مستحيل..لكن الخبر كان أكبر من أن يكذب...الخبر بحد ذاته ليس جديدا و هذه فقط تداعياته...
و منذ تلك اللحظة التي قرأت فيها قصة مآب و أنا أحاول أن أتجاهل الخبر و كأني لم أسمعه ... أن أصرف تفكيري إلى أمور أخرى مبهجة..أمور تذكرني أن العالم لا زال جميلا...و لم أستطع...فأي جمال في عالم تقتل فيه طفلة على يد من يفترض أنه حارسها الأمين و من يحميها حتى من قرصة الناموس ...؟!
ثم تلفت حولي أتفقد طفليّ...و احتضنهما...هذا كل ما أستطيع فعله...أن أقدم مزيدا من الحب و الحنان لهما...أحتضنهما بقوة و كأنني أحتضن مآب و أقول لها أطمئني.. انتِ في أمان...
أي مجتمع هذا الذي تحتجز فيه طفلة لمدة شهرين كاملين و تظل رهينة لعبث والدها الوحشي دون أن يتدخل أحد أو يتنبه لينقذها؟؟ طفلة ضعيفة تواجه منفردة كل هذا الكم من الألم و العذاب دون أن يشعر بها أحد؟؟
شرد ذهني، و تخيلت لو أن أمراً كهذا حصل في بلد كألمانيا...فهل كانت ستلقى مآب نفس المصير؟
لو كانت مآب هنا وغابت عن المدرسة يومين اثنين فقط، فستلحظ المدرسة تغيبها و سيتم التواصل مع أهلها لمعرفة الأسباب و اذا غابت عدة أيام دون توفير شهادة طبية فسيتم تبليغ الشرطة و ستحضر الشرطة الى المنزل للتحقيق في الأمر....و مهما حاول الأب المتوحش تبرير غياب ابنته، و مهما حاول إخفاءها و التأكيد أنها بخير، فإن الشرطة لن تنصرف حتى ترى الطفلة و تتأكد من سلامتها، و ما ان تجد الشرطة آثار ضرب و عنف على جسدها فسيتم سحبها على الفور من والدها لحمايتها ، و وضعها في ملجأ آمن و إحاطتها بالرعاية الصحية و النفسية التي تحتاجها..
سيتم القاء القبض على الأب المجرم.. سيحاكم و لن يجد قانونا "يتفهم" جريمته الشنعاء، و لن يجرؤ قاض على النطق بحكم براءته...فالدستور الألماني يكفل حماية الطفل من أي نوع من أنواع الإيذاء ، و يتكفل القانون بكل صرامة بتطبيق ذلك على أرض الواقع...
لكن حظ مآب العاثر جعلها تعيش في غابة...حيث لا كرامة لإنسان و لا حقوق للضعفاء..وجدت مآب نفسها في مجتمع يؤمن بأن الأطفال ملكية خاصة لذويهم يتصرفون فيهم كيفما يشاءون إن خيرا فخير و إن شرا فشر..
أعلم أن هناك مطالبات بإعدام الأب المجرم كما أعلم أن البعض يشعر أن هذا لا يكفي، لذا يطالبون بصلبه و تعزيره ...لكن هل هذا هو الحل؟
إنها طبيعة المجتمعات البربرية يا سادة...التي تسعى للإنتقام بدلا من إيجاد حلول لمنع تكرار هذا الكم الهائل من البشاعة...و كأن مقابلة البشاعة بالبشاعة سيحمي الأطفال و يضمن حقوقهم و يغير عقلية المجتمع التي تحتقر المرأة منذ أن تلد و حتى تموت...
و لكن لا بأس فلنحاكم المجرم و لنقتص منه...، لنقتله و لنصلبه أيضا، و لكن هلا تذكرنا و نحن نفعل ذلك أن نحاكم منظومة القيم الفاسدة التي قتلت مآب؟ و أن نحكم عليها بالإعدام رميا بالرصاص تماما كما قتلت مآب، و لا ننسى بعدها أن نرمي بجثتها من أعلى الجبل، و نتركها تتدحرج حتى تتهتك...و لنأخذ ماتبقى منها لنصلبها في ميدان عام و لنتركها هناك ليس ليوم أو يومين أو حتى ثلاثة...و إنما إلى الأبد.... لتكون عبرة و عظة للأجيال القادمة..هكذا ، و هكذا فقط سنحقق العدالة لمآب..و سترقد بسلام في قبرها بينما تجوب روحها الآفاق....