Pages

March 5, 2015

أغنامنا و أغنامهم

رشــا المقالح





 في البلاد الغربية يأكلون الخنزير و الميتة، و قد نبدي تقززا من ذلك بل و قد نفتخر بأننا لا نأكل هذه "القذارة" و بأن ديننا هو أفضل دين و لا يحرم علينا إلا ما يضر بصحتنا. و لكن عندما  نشاهد المراعي التي ترعى فيها حيواناتهم، و نظافة محلات الجزارة لديهم، و طريقة تغليفهم للحوم، ثم نقارن ذلك  بما نشاهده في بلادنا نشعر بتناقض عجيب!


من المشاهد المألوفة في اليمن - و خاصة في المدن - رؤية الأغنام و هي تتجمع حول القمامة مثلها مثل الكلاب و القطط!

فلماذا تتغذى الأغنام في اليمن على القمامة و لماذا تأكل القراطيس بدلا من العشب الأخضر ؟ هل لذلك علاقة بالفقر؟

 رعي الأغنام هي مهنة معروفة منذ القدم بأنها مهنة "الفقراء"، و لم يكن ذلك مبررا أبدا للرعاة لإطلاق أغنامهم على مخلفات الآخرين!

هل يصح أن نتحجج بالأوضاع المتدهورة  في بلادنا لتبرير الأمر؟! و لكننا و منذ الصغر  نشاهد أغنامنا ترعى في الشوارع و تأكل القراطيس، و لم تكن الحالة الإقتصادية و الأمنية في ذلك الوقت  سيئة كما هي عليه الآن!

السبب الحقيقي وراء ذلك هو الثقافة السائدة في المجتمع و التي تتقبل انعدام المعايير الصحية، و تتعامل مع الأمر بتساهل و استخفاف. 

يجب أن نتوقف عن الإستهتار بصحتنا و سلامتنا حتى نصل إلى اللحظة التي نستطيع فيها تقدير حياتنا و الإكتراث لدمائنا، كما فعلت الشعوب المتحضرة.



No comments:

Post a Comment