رشا المقالح

والبطاطا في ألمانيا من أهم المحاصيل إذ لا يكاد يخلو بيت منها وكم من مرة يخبرك جارك إذا التقيت به صدفة في الشارع أنه ذاهب إلى السوبر ماركت لشراء "بطاطا" ..يقولها بنفس النبرة واللهفة التي نتكلم بها نحن على اللحوم والدواجن..!
بالنسبة لنا فقد تربينا ونشأنا في اليمن ونحن نعرف أن البطاطا عبارة عن نوع واحد، يختلف فقط سعرها بحسب المواسم والكميات ومزاج البائعين أو رغبتهم في الاحتكار.. أما هنا في ألمانيا فحين تدخل السوبر ماركت تفاجأ
بأن البطاطا لها عادة قسم كامل خاص بها أو عدة رفوف تتراص عليها أنواع مختلفة من البطاطا! وطبعا احتاج الأمر إلى سؤال الألمان الذين شرحوا لنا أن هناك بطاطا سريعة الطبخ وأخرى هشة وثالثة قاسية و...و... وهناك البطاطا "الحيوية" أي التي انتجت بطرق طبيعية بدون أي أسمدة كيماوية أو صناعية، الخلاصة أنك كي تشتري بطاطا في ألمانيا تحتاج إلى أن تصطحب معك أحد الخبراء أو ربما تقضي بعض الوقت في تعلم أنواع البطاطا والفروقات بين كل نوع وآخر، أو إذا كنت لا تملك الوقت والمزاج الرائق لهذا فاختر كل مرة نوع وجرب أن تعرف الفرق بنفسك وأنت وحظك!
بالنسبة لنا فقد تربينا ونشأنا في اليمن ونحن نعرف أن البطاطا عبارة عن نوع واحد، يختلف فقط سعرها بحسب المواسم والكميات ومزاج البائعين أو رغبتهم في الاحتكار.. أما هنا في ألمانيا فحين تدخل السوبر ماركت تفاجأ
بأن البطاطا لها عادة قسم كامل خاص بها أو عدة رفوف تتراص عليها أنواع مختلفة من البطاطا! وطبعا احتاج الأمر إلى سؤال الألمان الذين شرحوا لنا أن هناك بطاطا سريعة الطبخ وأخرى هشة وثالثة قاسية و...و... وهناك البطاطا "الحيوية" أي التي انتجت بطرق طبيعية بدون أي أسمدة كيماوية أو صناعية، الخلاصة أنك كي تشتري بطاطا في ألمانيا تحتاج إلى أن تصطحب معك أحد الخبراء أو ربما تقضي بعض الوقت في تعلم أنواع البطاطا والفروقات بين كل نوع وآخر، أو إذا كنت لا تملك الوقت والمزاج الرائق لهذا فاختر كل مرة نوع وجرب أن تعرف الفرق بنفسك وأنت وحظك!
و في منتصف هذا الشهر دعتنا روضة الاطفال التي يرتادها طفلنا إلى حضور ما اسموه ب "مهرجان البطاطا"..! و عندما استفسرنا عنه أخبرونا أنه عبارة عن احتفال بمناسبة موسم الحصاد و أنه سيقام في الهواء الطلق في حديقة الروضة ، كما طلبوا منا أن نحضر معنا حبة بطاطا كبيرة للدخول في المنافسة على لقب المهرجان، حيث أن الطفل الذي سيحضر أكبر قطعة بطاطا سيفوز بلقب "ملك
البطاطا"..!
وهكذا ذهبنا في يوم المهرجان الساعة الرابعة عصرا ومعنا حبة بطاطا كبيرة اخترناها بعناية، ثم بدأ
الاحتفال بالوقوف في دائرة حول موقد مليء بالفحم المشتعل مع ترديد أغنية خاصة بموسم
الحصاد ، و قام الأطفال بالرقص ، كل طفل يمسك بيد طفل آخر و يقفز مع ترديد كلمات
الأغنية.
بعدها وقفنا في طابور، كل طفل مع والديه، أمام "لجنة" وزن البطاطا، حيث تم وزن
كل حبة بطاطا و تسجيل اسم صاحبها و اعطائه ما يشبه الميدالية مكتوبا عليها وزن بطاطته ليحتفظ بها حتى
لحظة إعلان النتيجة في نهاية الاحتفال.
ثم انطلق الأطفال بعدها في اللعب حيث تم تجهيز بعض الألعاب المرتبطة
بالبطاطا مثل القفز بشوال البطاطا، و الجري بملعقة بها بطاطا و القفز عبر الحواجز
دون الإيقاع بها!!
و بالتأكيد كان لا بد أن يكون "شي الخبز" من الفعاليات الأساسية في هذا المهرجان، فلا يمكن أن يخلو منه أي احتفال يقام في الهواء الطلق في
ألمانيا. حيث يتم لف قطعة من العجين حول طرف عصا خشبية ثم يتم تسويتها بتعريضها مباشرة لنار منبعثة من جمرات مشتعلة في موقد، وعندما ينضج الخبز يكون مقرمشا من
الخارج و لينا بعض الشيء من الداخل، و يتم أكله مباشرة من العصا، و لاحظت أن
الألمان يستمتعون بشدة بهذا الأمر!
أما الأطفال فرغم برودة الجو إلا أنهم انطلقوا في اللعب والمرح وهم سعداء بهذا الوقت الاضافي الذي مُنح لهم كي يلعبوا ويستمتعوا في وجود آبائهم وأمهاتهم..
أما الأطفال فرغم برودة الجو إلا أنهم انطلقوا في اللعب والمرح وهم سعداء بهذا الوقت الاضافي الذي مُنح لهم كي يلعبوا ويستمتعوا في وجود آبائهم وأمهاتهم..

و في نهاية المهرجان تجمع الأهالي مع أطفالهم لسماع النتيجة، و قام المشرفون
بوضع منصة للفائزين و هي عبارة عن جذوع أشجار، و لسوء الحظ لم تفز بطاطتنا فقد كان
وزنها ثلاثمائة و سبعة جرام فقط أما لقب "ملك البطاطا" فقد استحقه عن جدارة طفل
كان وزن بطاطته يفوق السبعمائة جرام! ولا زلنا لا ندري من أين حصل ذلك الطفل على بطاطا بحجم بطيخة حيث أن البطاطا التي احضرناها كانت أكبر ما وجدناه في السوق! أما المركز الثاني فكان لطفل وزن بطاطته خمسمائة جرام والمركز الثالث لطفل وزن بطاطته أربعمائة جرام.. وهذه الأوزان المرعبة لحبات البطاطا تدل دلالة قطعية على أن البطاطا في ألمانيا متميزة ولها مكانة خاصة و ليست مثل البطاطا البائسة التي نعرفها في بلادنا ولذلك استحقت البطاطا الألمانية عن جدارة أن يقام لها مثل هذه الاحتفالات ! و الطريف أنه تم توزيع ثلاث
ميداليات على الفائزين، و لكنها ميداليات مصنوعة من الورق المقوى و لها شكل البطاطا..
كانت الفعالية جميلة ومنظمة كعادة الألمان، والفكرة رغم بساطتها الا انها مهمة إذ من خلال هكذا فعاليات يتم تعريف الأطفال بأهمية هذه المحاصيل التي يأكلونها بطريقة جذابة وممتعة فقد اجتمعوا ولعبوا وأكلوا وتنافسوا..
و على الرغم من أن طفلنا لم يحصل على لقب "ملك البطاطا" و لم
يحصل على الميدالية الفضية ولا البرونزية، إلا أننا تقبلنا الأمر بروح رياضية
عالية، فالمهم هو المشاركة بحد ذاتها ومن يدري..لعل الحظ يحالفنا ونفوز في مسابقات قادمة مماثلة يكون فيها ابننا ملك الطماطم أو ملك
الجزر أو الفاصوليا! لم لا؟ ففي ألمانيا كل شيء ممكن...المهم أن نعثر حينها على حبة فاصوليا بحجم برتقالة وعندها يغدو الفوز مضمونا..
No comments:
Post a Comment