Pages

January 13, 2016

قرية اليهود


أنيس الباشا



كنا في طريقنا إلى "قرية اليهود "أو قرية "بيت بوس" و التي تقع في إحدى ضواحي العاصمة صنعاء في منطقة تدعى بيت بوس، و عندما وصلنا إلى الضاحية التي تقع فيها القرية، لم نعرف بالضبط أين الاتجاه الصحيح فاضطررنا لسؤال أحد سائقي سيارات الأجرة التي مرت بالقرب منا، كان رجلا في العقد الثالث تقريبا من العمر،  سألناه بطريقة عفوية :" فين الطريق لقرية اليهود؟"...لم نتوقع ردة فعله؟!

ثارت ثائرته و رد بغضب قائلا:" ما اسمهاش قرية اليهود...اسمها بيت بوس! ما بش عندنا يهود!"

لم نتوقع أن  يشعر أحد من سكان المنطقة بالرفض لتلك التسمية أو بالخجل منها... فاليهود هم جزء من تاريخ اليمن. و وجود مثل تلك القرية و بتلك التسمية هو شكل من أشكال السرد التاريخي لحضارة البلد. الطريف أن هناك روايات تقول بأن بوس هو اسم لشخص يهودي، و بالتالي فإن تسمية "بيت بوس" لها علاقة بتاريخ اليهود في المنطقة بشكل أو بآخر!

المهم أننا وصلنا إلى القرية، و تجولنا فيها. و التقطنا العديد من الصور التذكارية.و رغم أن القرية لا يزورها الكثيرون و لا تحظى باهتمام حقيقي من قبل اليمنيين، إلا أننا لاحظنا وجود بعض الزوار المحليين مع أطفالهم.

عند دخولنا إلى القرية لأول مرة شعرنا و كأننا دخلنا إحدى بوابات الماضي السحيق. فالمكان قديم جدا، يعبق برائحة التاريخ، و رائحة الإهمال أيضا..ككل شيء جميل في بلادنا يتعرض دائما للتجاهل و اللامبالاة سواء على المستوى الحكومي أو الشعبيالقرية يسكنها بعض الفقراء، رغم أن البيوت متهالكة و معرضة للانهيار في أي لحظة للأسف الشديد.




و مهما حاول البعض تبني عقلية الرفض لمجرد الإختلاف في العقيدة والدين وحاول أن يمحو وجود من يراهم مختلفين عنه، تظل الآثار الصماء باقية وشاهدة على وجود من بنوها في حقبة ما قبل حتى أن يولد صاحب هذا الفكر المنغلق..!






ومن بين تلك الأماكن هذه القرية التي مهما اختلفنا على تسميتها و مهما كان سبب الاختلاف، فستظل تلك البيوت العتيقة المهجورة المطلة على صنعاء شاهدة على وجود من شيدوها و على تعايش الناس رغم اختلافاتهم.



No comments:

Post a Comment