أدهم في الثانية و النصف من عمره |
رشـا المقالح
في الثانية و النصف من عمره فوجئت به في إحدى المرات يقوم بوضع سجادة الصلاة على الأرض و يقوم بتقليد حركات الصلاة و يحاول أن يؤديها كما رآنا نؤديها. و في الثالثة من عمره تقريبا بدأ يركز أكثر على تفاصيل الصلاة الدقيقة مثل رفع الاصبع في التشهد وطريقة التسليم و على الاقوال التي نرددها، و عندما بلغ الرابعة من عمره، صار يحفظ الفاتحة من كثرة تكرارها في الصلاة و من كثرة قراءتنا لها و بدأ يميز أن الصلوات تتكرر عدة مرات في اليوم و الليلة و أن لها مواقيت معينة. و في إحدى المرات عندما كان في الخامسة من عمره فوجئت به يسمي الصلوات بعدد الركعات دون أن يعرف ان اسمها ركعة! فيقول هل ستصلي اثنين أم اربعة؟؟ و في السادسة من عمره بدأ يعي أن هناك صلاة في الصبح و في الظهر و في العصر و المغرب و قبل النوم. و صار يقلد حركات الصلاة بسلاسة و عفوية.
في الثانية و النصف من عمره فوجئت به في إحدى المرات يقوم بوضع سجادة الصلاة على الأرض و يقوم بتقليد حركات الصلاة و يحاول أن يؤديها كما رآنا نؤديها. و في الثالثة من عمره تقريبا بدأ يركز أكثر على تفاصيل الصلاة الدقيقة مثل رفع الاصبع في التشهد وطريقة التسليم و على الاقوال التي نرددها، و عندما بلغ الرابعة من عمره، صار يحفظ الفاتحة من كثرة تكرارها في الصلاة و من كثرة قراءتنا لها و بدأ يميز أن الصلوات تتكرر عدة مرات في اليوم و الليلة و أن لها مواقيت معينة. و في إحدى المرات عندما كان في الخامسة من عمره فوجئت به يسمي الصلوات بعدد الركعات دون أن يعرف ان اسمها ركعة! فيقول هل ستصلي اثنين أم اربعة؟؟ و في السادسة من عمره بدأ يعي أن هناك صلاة في الصبح و في الظهر و في العصر و المغرب و قبل النوم. و صار يقلد حركات الصلاة بسلاسة و عفوية.
أدهم في الثالثة و النصف من عمره |
فإذا كان هذا الطفل ذو السنوات الصغيرة في العمر قد تعلم كيفية الصلاة فقط من مشاهدته لوالديه، فكيف بمئات بل آلاف المسلمين البالغين رجالا و نساء و الذين عاش رسول الله صلى الله عليه و سلم بينهم ثلاثة و عشرين عاما و هو يؤدي الصلاة يوميا خمس مرات في اليوم و الليلة و هم يشاهدونه و هو يكبر و يركع و يسجد و يسلم، ثم يأتي بعد ذلك من يتذاكى على المسلمين ليقول لهم لن تتعلموا الصلاة إلا أذا سمعتم " حدثنا فلان عن فلان عن فلان أن فلانا قال: رأيت رسول الله إذا دخل في الصلاة كبر و رفع يديه"؟؟؟!!! ماهذا الاستخفاف بالناس؟؟!!
عندما نتتبع آيات القرآن الخاصة بالصلاة نجد أن الله عز و جل قد ذكر لنا بوضوح أهمية إقامة الصلاة و كيفية الوضوء لها و مواقيتها،
و حتى أركانها "ركوع و سجود"أما التفصيل العملي لها فهو عبارة عن حركات معينة
لا يتعلمها المرء بالقول و إنما بالفعل و لهذا كانت الصلاة سنة عملية و لا تحتاج
لأقوال متواترة لأدائها. فالصلاة يتعلمها الناس بشكل عملي بمجرد مشاهدتها، و لهذا ذكر الله في القرآن الكريم دعاء ابراهيم و اسماعيل: ((رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن
ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا
ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) فالمناسك يتعلمها الإنسان بالرؤية.
و أغلب تفصيلات الصلاة الواردة في كتب التراث تأتي على هيئة أن فلان "رأى" رسول الله يفعل كذا و كذا! فهل فلان وحده هو من رأى رسول الله يصلي و يكبر و يركع و يسجد؟ و لا أدري لماذا أفردت كل تلك المساحات الهائلة للحديث عن أركان شعيرة الصلاة بينما كان المسلمون يصلون ببساطة كما صلى الرسول، و دون الحاجة لفقهاء و محدثين و دون الحاجة الى جمع أحاديث بعد مائتي عام من وفاة الرسول! فهل انقطع الناس عن الصلاة قبل أن تظهر مثل تلك المؤلفات و قبل أن يستغرق المسلمون في ذلك الجدل البيزنطي عن الضم و السربلة؟؟
و أغلب تفصيلات الصلاة الواردة في كتب التراث تأتي على هيئة أن فلان "رأى" رسول الله يفعل كذا و كذا! فهل فلان وحده هو من رأى رسول الله يصلي و يكبر و يركع و يسجد؟ و لا أدري لماذا أفردت كل تلك المساحات الهائلة للحديث عن أركان شعيرة الصلاة بينما كان المسلمون يصلون ببساطة كما صلى الرسول، و دون الحاجة لفقهاء و محدثين و دون الحاجة الى جمع أحاديث بعد مائتي عام من وفاة الرسول! فهل انقطع الناس عن الصلاة قبل أن تظهر مثل تلك المؤلفات و قبل أن يستغرق المسلمون في ذلك الجدل البيزنطي عن الضم و السربلة؟؟
و هل عندما نتعلم من الرسول الكريم الكيفية التي نؤدي فيها الصلاة فهل يعني هذا أن نقبل كل ما نسب إليه من أقوال حتى لو خالفت القرآن الكريم؟! لذا فإن قولهم أن "عدم ذكر
كيفية الصلاة" في القرآن ما هي إلا حجة فاسدة يراد بها التدليس على المسلمين
و جعلهم يتقبلون كل ما نسب إلى رسول الله من "اقوال" و تمريرها حتى لو خالفت
كتاب الله العزيز!
فتراهم يقولون : " آمنوا بخرافة عذاب القبر و بأن هناك حساب قبل يوم الحساب "...فنقول لهم أن هذا مناقض لكتاب الله ، فيردون: "و لكن كيفية
الصلاة غير مذكورة في القرآن"....!
يقولون : " المرتد يقتل" فنقول لهم و لكن حد الردة مخالف للقرآن الكريم، فيردون: "و لكن كيفية الصلاة لم تذكر في القرآن!!"
يقولون: "الزاني يرجم بالحجارة حتى الموت" فنقول لهم: و لكن هذا مخالف لما جاء في التنزيل الحكيم فيردون: و لكن كيفية الصلاة لم تذكر في القرآن!"
يقولون: " آمنوا بالصبر على فسق الحاكم و ظلمه حتى لو ضرب ظهوركم و أخذ أموالكم " فنقول: و لكن هذا مخالف لنصوص القرآن و لرسالة الاسلام التي تسمو بالناس و ترفض استعبادهم، فيردون بنفس الرد السامج: "و لكن كيفية الصلاة غير مذكورة في القرآن!"
يقولون: " آمنوا بالصبر على فسق الحاكم و ظلمه حتى لو ضرب ظهوركم و أخذ أموالكم " فنقول: و لكن هذا مخالف لنصوص القرآن و لرسالة الاسلام التي تسمو بالناس و ترفض استعبادهم، فيردون بنفس الرد السامج: "و لكن كيفية الصلاة غير مذكورة في القرآن!"
و هكذا تراهم يسوقون حجتهم الواهية كلما رأوا الناس راغبين في العودة إلى كتاب الله و تدبره و فهمه و رافضين لكل الشوائب التي علقت برسالة محمد عليه الصلاةو السلام و التي وصفت بأنها "رحمة للعالمين"، و لكنهم يأبون إلا أن يصدوا الناس عن كتاب الله! و لا حول و لا قوة الابالله.
و هكذا تحولت الصلاة من شعيرة مقدسة إلى مبرر لتمرير كل الخرافات و الأحكام المناقضة لكتاب الله، و رأينا أنفسنا أمام دين جديد تماما، خرج عن كونه دين الفطرة لأنه يحوي الخرافات و
الأباطيل و الكثير من التناقضات، و لا يشبه الدين الذي جاء به محمد عليه الصلاة و
السلام و الذي لن يستنكف بكل تأكيد عن طاعة الله فيما أوحاه إليه.
و كلما طالبنا بالعودة إلى كتاب الله و التدبر و التفكر فيه، و وضعه في المكانة التي يستحقها كمعجزة خالدة للرسول عليه الصلاة و السلام و كختام للرسالات و آخر ما أوحي من الله لبشر على الأرض، و الذي يحوي حقائق الكون و التاريخ الانساني، قفز المقلدون و أتباع المذاهب التراثية الجامدة - و الذين أفقدهم التقليد القدرة على التفكير النقدي - ليصدوا عن الذكر و يرددوا على أسماع الناس الحجة الوحيدة التي حفظوها و هي "لا يوجد في القرآن تفصيل لكيفية الصلاة" و لن يقتنعوا حتى لو كانت الإجابة واضحة و بسيطة يجليها أمامهم أطفال صغار بفطرتهم النقية...
و كلما طالبنا بالعودة إلى كتاب الله و التدبر و التفكر فيه، و وضعه في المكانة التي يستحقها كمعجزة خالدة للرسول عليه الصلاة و السلام و كختام للرسالات و آخر ما أوحي من الله لبشر على الأرض، و الذي يحوي حقائق الكون و التاريخ الانساني، قفز المقلدون و أتباع المذاهب التراثية الجامدة - و الذين أفقدهم التقليد القدرة على التفكير النقدي - ليصدوا عن الذكر و يرددوا على أسماع الناس الحجة الوحيدة التي حفظوها و هي "لا يوجد في القرآن تفصيل لكيفية الصلاة" و لن يقتنعوا حتى لو كانت الإجابة واضحة و بسيطة يجليها أمامهم أطفال صغار بفطرتهم النقية...