أنيس الباشا
الزمان: 325 م
المكان: مدينة نيقية على ضفاف نهر مرمرة
احتبست أنفاس الرهبان والقساوسة الذين اجتمعوا قبل ألف وسبعمائة سنة في تلك
المدينة الصغيرة على ضفاف نهر مرمرة فيما يعرف اليوم بتركيا، وكان من الطبيعي أن
يسود الترقب والقلق تلك القاعة الهائلة التي ضمت ما يقرب من 318 قس وراهب حضروا
بناء على دعوة الامبراطور الروماني قسطنطين ليقرروا مصير ومستقبل الديانة المسيحية
التي انقسمت بين من يقولون بألوهية المسيح وبين من يؤمنون بأنه مجرد رسول من عند
الله.
وانتهت تلك الجلسة التاريخية بانتصار الرأي القائل بألوهية المسيح والأقانيم الثلاثة وهو التوجه الذي أدخل المسيحية في متاهة متناقضة تقوم على تأليه المسيح وعلى عقيدة التثليث، وكان من تبعات ذلك المؤتمر نشوء ديانة جديدة جمعت عقائدها بين الوثنية والمسيحية بدعم وتشجيع من الامبراطور الوثني قسطنطين الذي أراد من خلال دعم العقيدة المسيحية ان ينفرد بالحكم ويحصل على دعم المسيحيين وقد ورد عنه أنه لم يتوقف عن تأدية الشعائر الوثنية طوال حياته ولم يتم تعميده كمسيحي إلا وهو على فراش الموت!
وانتهت تلك الجلسة التاريخية بانتصار الرأي القائل بألوهية المسيح والأقانيم الثلاثة وهو التوجه الذي أدخل المسيحية في متاهة متناقضة تقوم على تأليه المسيح وعلى عقيدة التثليث، وكان من تبعات ذلك المؤتمر نشوء ديانة جديدة جمعت عقائدها بين الوثنية والمسيحية بدعم وتشجيع من الامبراطور الوثني قسطنطين الذي أراد من خلال دعم العقيدة المسيحية ان ينفرد بالحكم ويحصل على دعم المسيحيين وقد ورد عنه أنه لم يتوقف عن تأدية الشعائر الوثنية طوال حياته ولم يتم تعميده كمسيحي إلا وهو على فراش الموت!
وكان من مخرجات ذلك الاجتماع ايضا اعتماد مجموعة من الأناجيل المختلفة التي
تشكل ما يعرف الآن بالعهد الجديد لدى المسيحيين. فالكتاب المقدس أو" البايبل"
بالانجليزية يتكون من شقين، العهد القديم الذي يؤمن به اليهود وهو مجموعة الاسفار
قبل مجيء المسيح، وكذلك فترة ما قبل المسيح عامةً، والعهد الجديد وهو الكتب
المعتمدة لدى المسيحيين الذين يعترفون أيضا بكتب العهد القديم ويضمون إليها ما
يُعرف بالأسفار التاريخية الخمسة والرسائل، وهناك أيضا أسفار تعرف بالأسفار
المحذوفة أو غير القانونية "الأبوكريفا" وعددها 14 سفرا وتقر بها بعض
الطوائف المسيحية..
الزمان: 632 م
المكان: سقيفة بني ساعدة – يثرب
كان الحدث جللا بكل معنى الكلمة، فقد توفى رسول الله وبموته انقطع الوحي من
السماء وكان الامر صدمة حقيقية للمسلمين الذين لم يستطيعوا تصديق ما حصل، ولأن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يوص بالخلافة والأمر من بعده لأحد، فقد كان لزاما أن
يتم اختيار قائد وخليفة للمسلمين، و اللافت هنا أن المسلمين لم يجتمعوا في سقيفة
بني ساعدة لمناقشة جوهر أو عقيدة الإسلام كما حصل في مؤتمر نيقية حيث أن الرسالة
التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام كانت واضحة ومحددة ومفصلة وقد قام رسول
الله بتبليغها للناس على الوجه الأكمل، أما الوحي الذي أنزل عليه فقد حرص صلى الله
عليه وسم على قراءته على مسامع الناس وتدوينه، لذا فإن اجتماع سقيفة بني ساعدة كان
لمناقشة وتحديد مسألة سياسية بحتة تتعلق بالقيادة وادارة شئون الدولة الوليدة
آنذاك.
وبدون الخوض في تفاصيل الاختلاف بين المهاجرين
والانصار حول اختيار خليفة للمسلمين بعد وفاة الرسول، فالتاريخ يخبرنا أنه تم
اختيار أبوبكر الصديق الذي دشن ما عُرف بعصر الخلافة الراشدة التي استمرت أثناء
خلافة عمر بن الخطاب ومن ثم عثمان بن عفان وانتهت بعلي بن ابي طالب الذي ستشهد
فترة خلافته تزايد الخلاف والانشقاق بين طوائف المسلمين والتي بدأت بوادرها منذ
عهد عثمان، وسينقسم المسلمون بين مؤيد لعلي بن أبي طالب وآخر لمعاوية بن أبي سفيان
وستشهد المنطقة صراعات دموية بين الجانبين.
وتجدر هنا ملاحظة أنه طوال فترة الخلافة الراشدة كانت رواية الحديث وتناقله
أمرا غير منتشر وغير شائع، حتى انه رُوي عن الخليفة عمر أنه كان يهدد بنفي من يقوم
بترويج أحاديث وأقوال منسوبة إلى النبي عليه الصلاة والسلام بل أنه حبس بعض
الصحابة بسبب روايتهم للحديث وكان يردد "حسبنا كتاب الله"، كما أنه لم
يُعرف أثناء تلك الفترة أي اهتمام بجمع أو تنقيح أقوال النبي من قبل أي خليفة رغم
الجهد الهائل الذي بذل أثناء خلافة عثمان لجمع الرقائق والصحف المتناثرة التي دون
فيها الوحي الإلهي وضمها في مصحف واحد.
الزمان: القرنين الأول والثاني الهجري (700-800 م)
باستباب الأمر والحكم لمعاوية بن
أبي سفيان بدأ تدشين عصر الملكيات والاستبداد السياسي والتوريث، وكان تثبيت دعائم
هذه المرحلة وتهيئة الناس لها وتجنب القلاقل والاحتجاجات أمرا محوريا لذا قامت السلطة
السياسية بوضع يدها على المسجد وتجيره لصالحها وسخرت الفقهاء لتقديم الغطاء الشرعي
المناسب لتثبيت الحكم في بني أمية من خلال تغيير المفاهيم العقائدية وترسيخ مفاهيم
مثل القدرية والجبرية وأن كل شيء مكتوب ومقدر سلفا بما فيه استتباب الحكم وبقائه
في بني أمية. وحين قام بني العباس بالقضاء على بني أمية وتولي شئون الحكم أرادوا
خلق مبررات أقوى تدعم أحقيتهم في الحكم والاستئثار به ومن هنا نشأت الحاجة إلى ما
يمكن تسميته ب "الأناجيل" الإسلامية وهي مجموعة من المرويات والمقولات
والأحاديث التي تم نسبتها إلى رسول الله ومن ثم اعتمادها كنصوص مقدسة ترقى إلى
مرتبة الوحي القرآني بل وقد تتجاوزه في القدسية والهيمنة إلى جانب مجموعة من أصول
الفقه .
وقد ازدهرت صناعة وصياغة هذه الأناجيل ووصلت إلى قمة ذروتها في العصر العباسي الذي شهد أيضا وضع اسس الفقه وتعاريف الكتاب والسنة والاجماع والقياس بحيث أصبح هناك مجموعة من الأناجيل الخاصة بالمسلمين.
وقد ازدهرت صناعة وصياغة هذه الأناجيل ووصلت إلى قمة ذروتها في العصر العباسي الذي شهد أيضا وضع اسس الفقه وتعاريف الكتاب والسنة والاجماع والقياس بحيث أصبح هناك مجموعة من الأناجيل الخاصة بالمسلمين.
الأناجيل الإسلامية:
الأناجيل المسيحية هي عبارة عن
كتابات كتبها أشخاص وتم لاحقا اضفاء القدسية والعصمة لهذه الكتابات ونسبتها إلى
الله من قبل الطوائف المسيحية، وفي الإسلام تم أيضا اعتماد كتب الأحاديث أو ما يُعرف
بكتب الصحاح مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم و الترمذي و أبو داوود والنسائي وابن
ماجه الى جانب كتب أصول الفقه مثل كتاب الرسالة للشافعي ،
والمغني لابن قدامة ، وأحكام الأمامة لأبي
يعلى والأحكام السلطانية للماوردي والموافقات للشاطبي و مجموع فتاوى ابن تيمية، وكل هذه الكتابات والاجتهادات تقوم عند أغلب المسلمين مقام
الأناجيل عند المسيحيين، ومن المفارقة أن كتبة الأناجيل الاربعة المشهورة عند
المسيحيين (متى ومرقص ولوكاس ويوحنا) لم يعاصر أحدا منهم المسيح عليه السلام بل
جاؤوا جميعا بعده، وأقدم هذه الاناجيل وهو انجيل مرقص لم يكن كاتبه من تلاميذ
المسيح وليس هناك عند دارسي التاريخ المسيحي ما يثبت ان الناس عرفت هذه النصوص
الانجيلية قبل العام 140 بعد ميلاد المسيح، ونفس الأمر مع رسائل بولس التي غيرت جوهر
العقيدة المسيحية بينما لم يعاصر كاتبها المسيح ولم يكن من أتباعه أو من تلامذته،
وكذلك الحال عند المسلمين حيث أن كل من كتبوا وأخرجوا كتب الحديث والفقه التي أضحت
أناجيلا فيما بعد جاؤوا بعد عصر النبي عليه الصلاة والسلام بل أن منهم من وُلد بعد
وفاة النبي بقرون: الشافعي ( 767م ) البخاري ( 810 م ) مسلم (821م ) ابن ماجه ( 824 م ) ابن قدامة ( 1146) ابن تيمية ( 1263م ) الشاطبي ( 1336) !
ولو ان أحدا حاول ان يشكك في أحد الأناجيل التي يؤمن بها المسيحيون
باعتبارها نتاج بشري قاصر يخضع للتحليل والانتقاد فسيجدهم يصرون على العكس وأنها
كتبت بوحي ومعونة من الله، ومهما كانت هناك تناقضات وأخطاء في هذه النصوص التي لم
يتم العثور على معظمها مكتوبا بلغته الاصلية ناهيك عن التراجم المختلفة التي مرت
بها والاضافات والحشو والتنقيح والتعديل التي تتعرض لها هذه الكتابات عبر قرون،
فإن هذا لن يفت في عضد أي مسيحي مخلص يؤمن ايمانا تاما ان كل ما جاء في الكتاب
المقدس هو من عند الله، و نفس الشيء ينطبق على المسلمين، حيث لا يمكن لأحد أن يجرؤ
ليس على رفض بل حتى مجرد انتقاد أي شيء جاء ذكره في صحيح البخاري او كتاب للشافعي
أو ابن تيمية و أن يطالب بمراجعته او تنقيحه، وسيتم اتهام أي شخص يفعل ذلك بالكفر
والشرك والزندقة من قبل المتشددين وبالهرطقة والضلال من جانب المنفتحين..
وهكذا تم تدشين المرويات والأقوال التي تكرس الولاء والطاعة للسلطان
باعتباره ظل الله على الأرض وتم اضفاء القداسة على كتب الحديث والصحاح وتضخيم شيء
اسمه علم الجرح والتعديل رغم كونه منهج ظني قائم على الترجيح والثقة وصفات الرجال
ومناقبهم وهي عوامل تخرجه من دائرة أي علم له أصول وقواعد..
الزمان: 2017
لقد كان توجه السلطة السياسية منذ العصر الأموي نحو المرويات البشرية
وتحويلها إلى أناجيل و نصوص مقدسة هو المخرج الوحيد لها لأن التغيير والتبديل في
القرآن أمر مستحيل تماما، كما أن نصوص القرآن لا تعطي قداسة لفرد أو لأسرة أو
لعشيرة معينة ولا تصب في مصلحة الحكام والمستبدين الذين ينوون التفرد والتمتع بالسلطة
وممارسة الاستبداد. وقد ظلت الأناجيل الإسلامية تنتقل وتُورث من جيل لآخر محاطة
بهالة من التقديس حتى وصل الأمر الى ان اصبحت لها مكانة تضاهي مكانة الوحي الإلهي
بل وتتفوق عليه، وكم من آيات وأحكام واضحة في كتاب الله يقرر الفقهاء بكل بساطة
أنها قد نُسخت بحديث واحد جاء في أحد هذه الأناجيل سواء كانت للبخاري او للترمذي..
وفي نفس الوقت تم التعامل مع القرآن بدونية باعتباره كتابا غامضا معقدا لا
يمكن تفسيره الا على ضوء هذه الأناجيل، مع أن الحال مع وحي الله الأخير لأهل الارض
لم يكن مشابها لما حصل مع الرسالات السابقة، وقد حرص الرسول عليه الصلاة والسلام أثناء
حياته على تبليغ هذا الوحي وقراءته على الناس وتدوينه كاملا وبدقة متناهية لذا
فحتى بعد وفاة النبي لم يحتج المسلمون إلى مؤتمر مشابه لمؤتمر نيقية لأن العقيدة
والرسالة التي بلغها النبي الخاتم كانت كاملة وواضحة وكلام الله الذي أوحاه إلى
نبيه كان مسجلا ومدونا ومحفوظا لفظا وكتابة..
إن الدافع الرئيسي لايجاد أناجيل بشرية بصبغة إلهية كان واحدا سواء في حالة
المسيحية والإسلام، وهو الرغبة البشرية في الحكم والاستبداد من خلال الاستناد على
الدين والاتكاء عليه بحيث يتم استيعاب العناصر "المؤمنة" وتطويعها حتى
يصبح وفاءها وطاعتها للسلطان أو الحاكم مقرونا باتباع الدين والله، وهكذا كان
للكنيسة دور سياسي محوري استمر لقرون في أوروبا التي شهدت فترات تركزت فيها
السلطات الدينية والسياسية بيد الكنيسة والبابوات باعتبار انها مستمدة من الرب إلى
أن بدأت حقبة الاصلاح البروتستني التي مثلت دفعة نحو نزع القداسة عن السلطة
الدينية واقصاء الدور السياسي للكنيسة ومحاولة فصلها عن الدولة. وبالنسبة للإسلام،
فقد كان الوضع مشابها يختلف فقط في أن السلطة السياسية هي من يعين ويعزل رجال السلطة
الدينية من مشائخ وقضاة ومفتيين .
ومع ذلك، فإن رفض القداسة التي مُنحت للأناجيل الإسلامية لا يعني أن كل ما
ورد فيها ملفق ومدسوس إذ أنها قد تحتوي على أقوال صدرت عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فلا يحتاج المرء مثلا إلى أن يتخصص في "علم" الجرح والتعديل وأن
يلم بطبقات الرجال وشروط الصحيح ليؤمن بأحاديث مثل "لا يؤمن أحدكم حتى يحب
لأخيه ما يحب لنفسه" أو "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة"
أو "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" أو "من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليكرم جاره".. فهي كلها من أحاديث الحكمة والأخلاق التي لا
يختلف عليها أي انسان عاقل مسلم أم غير مسلم. لكن السم تم دسه في العسل والى جانب
ما ورد من أقوال للنبي تصب في مجال الحكمة والاخلاق والمعاملات الحسنة تم أيضا وضع
أحاديث تناقض العقل والمنطق بل وتناقض جوهر الاسلام ولا تخدم إلا الطغاة
والمستبدين وهذه ايضا لا تحتاج الى خبير أو متخصص ليعرفها بمجرد قراءتها.
فمن أمثلة المرويات الانجيلية الاسلامية التي
شجعت السلطة السياسية على ترويجها ونسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوال
مثل: "تسمع وتطيع للأمير وإن جلد
ظهرك وأخذ مالك" و "السمع والطاعة فيما تحب وتكره" " من يطع
الأمير فقد أطاعني" " من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فأنه ليس أحد من
الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه الا مات ميتة جاهلية" " اذا كان
الامام عادلا فله الاجر ولك الشكر واذا كان جائرا فعليه الوزر وعليك الصبر"..
ويبدو جليا لمن يلقي على هذا الكلام نظرة سريعة
ان يدرك أنه قد صيغ وفصل ليناسب حكما شموليا ديكتاتوريا لا يراعي العدل والقانون
ولا مصالح الرعية ، حتى وصل الامر بابن تيمية إلى ان يقول بالحرف "الصبر على
جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة والجماعة" – الفتاوى 179/28. أي ان الأمة
الإسلامية لو رزقت بحاكم عادل لايظلم فإن أصل من أصول أهل السنة يضيع و يصبح على
المحك!
ويطلع المشائخ منذ تلك الأيام إلى يومنا هذا ليقولوا للناس ان يسمعوا
ويطيعوا للحكام ماداموا لم يمنعوهم من أداء الصلاة، وأنني لأرجو من كل دارس وباحث
في التاريخ أن يأتيني بمثال واحد فقط من تاريخ الأمة كلها عن حاكم عربي أو مسلم
مهما بلغ به الفسق والظلم قام يوما ما بمنع الناس من أداء الصلاة؟ وهل يضر أي حاكم
أن يصلي الناس مئات الصلوات في اليوم وليس فقط خمس صلوات ما دام ظلمه وجوره
واستفراده بالسلطة محفوظا وغير مطروحا للمناقشة؟ وهل هناك شيخ أو فقيه أو مذهب إسلامي
قديم أو معاصر يشترط في ولاة الأمر أن يتصفوا بالأمانة والاستقامة وأداء الحقوق
واحترام القانون كما تفعل الدول الغربية مع قادتها ومع ذلك توصف من قبل هؤلاء المشائخ
ب الدول "الكافرة"؟
وختاما.. فإن الأسفار اليهودية والأناجيل المسيحية حصل فيها الخلط والدس
والحشو والتأليف، فصارت تحتوي على جزء من وحي الله ومواعظ وسير الانبياء الى جانب
كلام البشر وتخرصاتهم وتجاوزاتهم، ولذلك فقد جاء الوحي الإلهي الأخير إلى محمد
عليه الصلاة والسلام محفوظا ومعصوما من التحريف والاضافة إلى أن تقوم الساعة وبهذا استحق أن يكون مهيمنا
على ما سبقه من كتب دينية، أما ما عدا القرآن من كتب الصحاح والفقه فليس لها اي
عصمة وهي نتاج بشري خالص يخضع للبحث والنقد والتحليل والقبول والرفض، أما إذا أصر مسلمو اليوم على قدسية هذه الكتب فلربما كان من
المفيد أن يقيموا مؤتمرا مشابها لمؤتمر "نيقية" يتم فيه اعتماد هذه الكتب
وتغيير صفتها واسمها بحيث يتحول صحيح البخاري إلى "انجيل البخاري"
وفتاوى ابن تيمية تصبح "أسفار ابن تيمية" وهكذا ..وبهذا فقط يمكن أن نجد
شيئا من المنطق في موقفهم المتصلب بدلا من التناقض الصارخ الذي أوقعوا أنفسهم فيه
بقصد أو عن غير قصد..
No comments:
Post a Comment