Pages

April 1, 2017

نكتة باااااااااااااايخة


رشا المقالح



و صلتني هذه النكتة في الواتس اب : ((واحدة زوجها ماسكها من شعرها في الشارع وفي اليد الثانية عصا و نازل فيها ضرب وهي تصيح : يا ظالم يا مفتري، مر عليهم واحد ومسك يد الزوج اللي فيها العصا وقاله : يا أخي ضرب البهائم بالعصا وضرب النساء بالنساء "يعني تزوج عليها"، الزوج مع انفعاله ما استوعب فقاله : وضح قصدك؟؟؟  فقالت له الزوجةما عليك منه .. كمل الضرب!!))

ربما يعتقد البعض أن هذه مجرد نكتة و ليس لها أي قيمة و لا أهمية و لكن النكتة في واقع الأمر تعد نتاجا شعبيا و تخفي وراءها واقعا ثقافية و اجتماعيا. و هذه النكتة و مثيلاتها نتاج ثقافة تستسيغ العنف ضد المرأة و لا ترفضه، كما أنها تعمل على تطبيع العنف أكثر و ترسيخه في وجدان الناس، و جعله مقبولا عن طريق تصويره كأمر مثير للطرافة و الضحك، و هناك تكمن خطورة الأمر!

تلك النكتة – و غيرها الكثير -  مهينة جدا للمرأة العربية، حيث تصورها و كأنها تفضل أن يضربها زوجها على أن يتزوج عليها و كأن ليس لها سوى هذين الخيارين، و كلاهما دليل على ضعف شخصيتها و طمس هويتها الإنسانية و انعدام إرادتها و قبولها التام لأن تدور في فلك الرجل دون اعتراض.  

المفارقة هو عندما تضحك النساء على مثل هذه النكات بل و يتداولنها و يعتبرنها مثيرة للضحك بينما هي في واقع الحال مثيرة للشفقة لأنها تخفي وراءها واقعا بائسا، تكون فيه المرأة أقل منزلة من الرجل و بلا كرامة خاضعة ذليلة عليها تلقي الضرب في صمت مخافة أن يتزوج زوجها عليها، فما المضحك هنا؟؟!!

و ربما يعد مفهوما أن تنتشر مثل تلك النكات بين الرجال و يتم تداولها و الضحك عليها، كون الرجل هو الطرف المستبد و هو الذي ينظر للمرأة نظرة دونية، فتأتي تلك النكتة و مثيلاتها لتنفس عن شعوره بالقوة و التفوق، تماما مثل تلك النكات التي تنتشر بين سكان المدن و التي يتندرون فيها على سكان الأرياف حيث تشعرهم تلك النكات بأنهم  أكثر تحضرا و تمدنا و عصرية، فتأتي نكات "الصعايدة" مثلا مضحكة للغاية بالنسبة لسكان المدينة، لكن تلك النكت التي تسخر من سكان الأرياف لن تثير ضحك الصعايدة بل ستكون مثيرة لسخطهم و امتعاضهم.

و لهذا أستغرب كثيرا عندما أجد مثل تلك النكات المهينة للمرأة منتشرة بين أوساط النساء بل و يقمن بتداولها و الضحك عند سماعها! لكن من الواضح أن 
المرأة العربية، و اليمنية بشكل خاص تعرضت إلى  "غسيل دماغ" جعلها تتنازل عن كرامتها الانسانية و ثقتها بنفسها لدرجة أن تجد ذلك الوضع البائس طريفا!

هذه النوعية من النكات ينبغي ألا تمر علينا نحن النساء مرور الكرام، و انما من الواجب علينا رفضها و مقاومتها و عدم المساهمة في نشرها و تداولها، و يجب عندما تصلنا مثل تلك النكات أن نرد عليها بكلمة واحدة :

بااااااااااايخة!


No comments:

Post a Comment