Pages

February 25, 2015

من يمسك بالكتاب يرمي السلاح

رشــا المقالح




من أكثر الأشياء التي أثارت إعجابي في المجتمعات الغربية هي اهتمامهم بالقراءة و الثقافة! و على الرغم  من تطور وسائل التكنولوجيا و الترفيه ( الانترنت و الهواتف الذكية و القنوات الفضائية العديدة و غيرها) الا أن المكتبات العامة تنتشر في كل مدينة و كل قرية كبيرة كانت أو صغيرة.... بل أن لكل منطقة المكتبة الخاصة بها...



 و لاحظت أنهم يغرسون في أطفالهم حب القراءة منذ الصغر...فترى أطفالا في المكتبات تقع أعمارهم ما بين الرابعة و الخامسة يتجولون بين رفوف المكتبة و يختارون كتبا مصورة و يقلبون صفحاتها...و مما  يعزز حبهم للمكتبة وجود ركن خاص بالأطفال فيها ، يحوي كتبا و ألعابا تنمي خيال الطفل و مهاراته العقلية بشكل ممتاز....







 أما الكبار فالقراءة عندهم جزء من روتين الحياة....و المكتبات توفر للقاريء كل ما يمكن توفيره...حتى لو بحثت عن كتاب معين و لم تجده في المكتبة، فبإمكانك أن تقدم طلبا إليهم و سيبحثون عن إمكانية توفيره لك ثم يقومون بالاتصال بك لإعلامك بنتيجة البحث.

يعتقد كثير من الناس في اليمن أن الاهتمام بالقراءة و المعرفة في ظل الظروف الحالية يعد نوعا من الترف، بينما هو في واقع الأمر يشكل الخطوة الأولى في الطريق إلى الحل!  هل يمكننا فعلا أن نحل مشاكلنا الحالية دون الاستعانة بالوعي و المعرفة و أدواتهما؟ و هل يمكن أن تتوقف الحروب المفتعلة في بلادنا عن طريق توسيع أسواق القات و السلاح أو أنها ستتوقف عندما تنتشر المكتبات العامة في كل حي و كل مدينة و قرية؟

من المهم أن نعرف أنه كلما صغرت المسافة بيننا و بين الكتاب، اتسعت الهوة بيننا و بين السلاح.

No comments:

Post a Comment