أنيس الباشا
في أوروبا لا يمكنك في العادة أن تذهب إلى الحلاق في أي وقت ترغب فيه كي
تقص شعرك، إذ يتوجب عليك أولا أن "تحجز" موعدا! نعم فالحلاق لن يقص لك
شعرك إلا إذا كان لديك موعد سابق ويجب أن تأتي بناء على هذا الموعد..ماعدا في بعض
المولات التجارية ربما يختلف الوضع إذ يمكن أن تدخل لصالون الحلاقة بدون موعد
وتحصل على قصة شعر بالطبع إذا كان هناك مكان شاغر... و تختلف صالونات الحلاقة في الغرب عنها في بلادنا في كونها مختلطة، فهناك زبائن و حلاقين من الجنسين! و ليس غريبا أن تجد رجلا يقوم بصبغ شعر امرأة، أو امرأة تقوم بقص شعر رجل!
أما الحلاق الإيطالي
فلديه "وجهة" نظر فيما يخص حلاقة الشعر وهو يحب أن يعرض أو في الغالب
"يفرض" وجهة نظره! أتذكر آخر مرة ذهبت فيها إلى الحلاق، و بعد أن انتهى
من حلاقة شعري نظرت في المرآة و طلبت منه أن يقوم بقص المزيد من الشعر من الجانبين
و لكنه رفض! و بعد نقاش مرير وافق على قليل جدا من التخفيف لكنه رفض بعدها رفضا
قاطعا أن يقص أكثر! تذكرت حلاقي المفضل في اليمن، و كيف كنت "أطلع روحه"
و أتحكم في قص شعري و أفرض وجهة نظري و ماعليه إلا التنفيذ.
الطريف أن الطبيب الذي أتردد عليه ليس لديه حجز مسبق و إنما يمكنني أن
أزوره خلال ساعات الدوام ، حيث يدخل الناس إليه حسب الأسبقية في الحضور!
الحقيقة أني أشعر عند دخولي إلى صالون الحلاقة برهبة لا أشعر بمثلها عند
دخولي إلى عيادة الطبيب!
No comments:
Post a Comment