رشــا المقالح
يردد أحد أصدقاءنا العرب أنه لم يكن يعرف أن اليمن بلد جميل و أن بها شبابا
متعلما إلا بعد أن التقى بنا!
فكرة العرب و العالم بشكل عام عن
اليمن يمكن تلخيصها في ثلاث كلمات :
"قبائل و زواج الصغيرات" و لا شيء آخر يقع بينهما!
هذه هي اليمن في عيون الآخرين... أعرف أن لدينا الكثير من السلبيات و أننا
نواجه أوضاعا سياسية و اجتماعية و اقتصادية مقلقة، و أن جزءا كبيرا من الصورة السيئة
التي تصل إلى العالم عنا للأسف هي حقيقية و لكنها مع ذلك تصل مع كثير من المبالغة
و التشويه، و هذا عبارة عن انعكاس لما تعرضه وسائل الإعلام. فمثلا مشكلة زواج
الصغيرات يتم تضخيمها بشكل سخيف جدا و كأن الغالبية العظمى من البنات في اليمن
يتزوجن في سن السابعة أو الثامنة! و هذا مناف للواقع بشكل صارخ، فلدينا في اليمن
مشكلة تأخر سن الزواج و لكن هذه الظاهرة لا يتم تسليط الضوء عليها لأنها لا تستدعي
دعما من المنظمات و السفارات الأجنبية!
صديق عربي آخر قال أنه يستقي
فكرته الأساسية عن اليمن من قناتي الجزيرة و العربية، و أن الصور و المشاهد التي
تتضمنها تقارير تلك القناتين الإخباريتين عن اليمن هي عبارة عن صور قبائل و سلاح و
أنه لا يرى أي أثر للمدنية، و أنه لا يصدق أنه توجد لدينا مدراس و جامعات و
مستشفيات و مطاعم و حدائق و غيرها.
الغالبية العظمى من اليمنيين تحاول ممارسة حقها الطبيعي في الحياة، و لكن
لا أحد يسلط الضوء عليهم و كأنهم ليسوا جزءا أساسيا من المشهد الحقيقي في
اليمن....
نضطر دائما مع جميع من نلتقيهم عربا و غربا، أن نريهم صورا لبلادنا الجميلة
و التي تثبت أننا بشر مثلهم و أننا نذهب للمدارس و الجامعات والمطاعم و الحدائق و الأسواق
و غيرها، و نحاول أن نعيش حياتنا بما هو متاح أمامنا... نحن فقط نختلف عنهم بأن
لدينا أسوأ أنواع الساسة و أقذرهم على الإطلاق....فقط...و هؤلاء هم من يجعلون
اليمن تبدو على ما هي عليه اليوم..
No comments:
Post a Comment