رشـا المقالح
لفت انتباهي مؤخرا أننا كلما تحدثنا عن العودة إلى كتاب الله و اعتباره
المصدر الوحيد للتشريع و ضرورة تنقيح ما ورد من أقوال نسبت للنبي عليه الصلاة و
السلام ينبري البعض للدفاع بشراسة عن شخص النبي الكريم و عن حياته و عن
أخلاقه و عن حكمته، و كأن من يدعو للعودة إلى القرآن و مراجعة الموروثات الفقهية إنما
هو يقلل من شأن النبي، و كأن النبي و كتاب الله الكريم أمران متعارضان ، و كأن
القرآن ليس المعجزة الخالدة و هو نبوة محمد و دليل صدق رسالته و كأنه عليه الصلاة
و السلام لم يمض 23 عاما من حياته يبلغ القرآن و يحرص أشد الحرص على تدوينه و
توثيقه!
و لتبرير اقتناعهم بالسنة النبوية
و بالأحاديث كـ "وحي" لا يقل أهمية عن القرآن الكريم و كمصدر أساسي للتشريع تجدهم دائما ما يرددون بأن
من يؤمن بالقرآن يجب عليه أن يؤمن حتما بما يسمى بعلم الحديث و ذلك لأن من نقل لنا
القرآن و أوصله إلينا هم أنفسهم من قاموا بنقل الأحاديث، و بالتالي فإنه - في نظرهم - لا يستقيم الإيمان بكتاب الله و تصديقه دون الإيمان بالأحاديث النبوية و أسانيدها
المختلفة، و الحقيقة أن هذه مغالطة كبيرة و
حجة واهية للغاية و إن كانت تبدو عند أصحابها متماسكة و منطقية إلا أننا عند
تحليلها و اخضاعها لبعض المنطق نكتشف بسهولة أن الأمرين غير متلازمين البتة بل و
أن بينهما فوارق جوهرية كثيرة.
فمثلا قولهم بأن من نقلوا لنا الأحاديث
النبوية هم أنفسهم من نقلوا لنا القرآن فهذا غير صحيح تماما لأن القرآن تناقلته
جماهير الأمة بأكملها و ليس بأسانيد معينة حيث كان النبي يقرأ القرآن على الناس و
يحرص على تبليغهم به و على تدوينه و كتابته أما ما يسمى بصحيح البخاري مثلا فقد
نشأ بعد وفاة النبي عليه الصلاة و السلام بقرنين من الزمان، أما القرآن فقد تم جمعه في مصحف في عهد الخلفاء الراشدين، فلماذا لم يقوموا بجمع أحاديث النبي وتدوينها؟ بل ولماذا كان عمر بن الخطاب ينهى عن التحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم؟؟
كان القرآن متداولا بين المؤمنين جميعهم في العصر النبوي و كانوا يحفظونه و يقرأونه في صلواتهم بشكل دائم و متكرر بغض النظر عن "عدالتهم"، و هذا بالتأكيد لا يشبه قولنا "حدثنا فلان عن فلان
أن فلان سمع فلان يقول أن النبي قال "! و لنا أن نتسائل: لماذا توجد رواية واحدة فقط لآيات القرآن الكريم بينما توجد روايات مختلفة للأحاديث؟ فإذا كانت
الطريقة التي وصل القرآن بها إلينا هي نفس طريقة الأحاديث فلماذا عندما نفتح كتاب
الله نجده يبدأ مباشرة بسورة الفاتحة و ينتهي بسورة الناس و لا نجد رواه فلان عن
فلان عن فلان عن فلان أنه سمع رسول الله يقول الآيات التالية أو السور التالية؟؟!!
نحن نؤمن بأن القرآن وحي من الله و هو كلام الله دون الحاجة إلى أية أسانيد فلماذا توجد تلك الأسانيد في حالة الأحاديث النبوية و ما يسمى "بعلم الجرح و التعديل" و لا توجد في كتاب الله إذا كانت الطريقة التي وصل بها القرآن إلينا هي نفس طريقة وصول الحديث؟؟ ولماذا و رغم المبالغة الظاهرة بما يسمى بالأسانيد إلا أن كثيرا من الأحاديث وصلت بروايات مختلفة؟ و لماذا هناك أحاديث تعارض بعضها البعض رغم "صحة أسانيدها"؟! و لماذا تتعدد أنواع الأحاديث فمنها الصحيح و الصحيح لغيره و الحسن و الحسن لغيره و الضعيف و المنكر و المرسل و المنقطع و المضطرب و المشهور و الغريب و المتواتر و الآحاد و غيرها بينما لا يحدث ذلك في آيات القرآن؟! كيف تكون طريقة نقل القرآن إلينا هي نفس طريقة نقل الأحاديث إذن ؟
و أكثر ما أثار استغرابي فيما يسمى بعلوم الحديث ما يسمى ب "حديث المُختَلِط"! أي أن راوي الحديث وصف بنوع من الاختلاط لكبر سنه أو لتوليه القضاء و غيرها و هكذا فهم يقبلون منه روايته للحديث قبل الإختلاط فإذا اختلط ردوا روايته، فهل كانت هناك هيئات طبية و مصحات نفسية تحدد ما إذا كان الراوي بكامل قواه العقلية ؟! أما إنها آراء شخصية ترجيحية ظنية من أشخاص ليسوا مؤهلين للكشف عن الحالة العقلية و النفسية للآخرين و آرائهم غير دقيقة و تحتمل الصحة و الخطأ في نهاية المطاف؟!
لماذا تجرأوا على كتاب الله لدرجة أنهم أوردوا أحاديث و زعموا أنها تنسخ آيات كاملة من القرآن الكريم؟! و كيف جعلوا تلك الأحاديث متحكمة في كتاب الله و سابقة له؟!
و بينما نجد أن هناك من يمرر كثير من الأحكام و الأمور على لسان رسول الله قائلا : " قال رسول الله"، نجد الله عز و جل في المقابل يقول في القرآن الكريم على لسان الرسول العظيم : (( و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا))....!
ثم إن هناك تساؤل آخر يطرح نفسه: ما دام العلماء قد اهتموا بتلك الصورة المبالغ فيها بجمع أقوال و أفعال النبي و توثيقها و تصنيفها و تتبع رواتها و اعتبار السنة النبوية مصدرا أساسيا للتشريع لا يقل أهمية بل و ربما يفوق كتاب الله أهمية، فأين ذهبت خطب الجمعة للنبي عليه الصلاة و السلام؟؟ لماذا لم تصلنا و لا خطبة منها؟ لقد مكث النبي في المدينة عشرة أعوام صلى الجمعة خلالها و صعد فيها إلى المنبر مئات المرات و خطب في جموع المصلين فأين ذهبت خطبه تلك و لماذا لم ينقلها و يحفظها لنا "علم الحديث"؟علما بأن خطب الرسول سواء كانت في الجمعة أو في الأعياد ألقاها نبينا الكريم أمام جموع كبيرة من الناس؟؟!! لماذا تركها البخاري مثلا و لم يتتبعها و ينقلها لنا؟؟!
نحن نؤمن بأن القرآن وحي من الله و هو كلام الله دون الحاجة إلى أية أسانيد فلماذا توجد تلك الأسانيد في حالة الأحاديث النبوية و ما يسمى "بعلم الجرح و التعديل" و لا توجد في كتاب الله إذا كانت الطريقة التي وصل بها القرآن إلينا هي نفس طريقة وصول الحديث؟؟ ولماذا و رغم المبالغة الظاهرة بما يسمى بالأسانيد إلا أن كثيرا من الأحاديث وصلت بروايات مختلفة؟ و لماذا هناك أحاديث تعارض بعضها البعض رغم "صحة أسانيدها"؟! و لماذا تتعدد أنواع الأحاديث فمنها الصحيح و الصحيح لغيره و الحسن و الحسن لغيره و الضعيف و المنكر و المرسل و المنقطع و المضطرب و المشهور و الغريب و المتواتر و الآحاد و غيرها بينما لا يحدث ذلك في آيات القرآن؟! كيف تكون طريقة نقل القرآن إلينا هي نفس طريقة نقل الأحاديث إذن ؟
و أكثر ما أثار استغرابي فيما يسمى بعلوم الحديث ما يسمى ب "حديث المُختَلِط"! أي أن راوي الحديث وصف بنوع من الاختلاط لكبر سنه أو لتوليه القضاء و غيرها و هكذا فهم يقبلون منه روايته للحديث قبل الإختلاط فإذا اختلط ردوا روايته، فهل كانت هناك هيئات طبية و مصحات نفسية تحدد ما إذا كان الراوي بكامل قواه العقلية ؟! أما إنها آراء شخصية ترجيحية ظنية من أشخاص ليسوا مؤهلين للكشف عن الحالة العقلية و النفسية للآخرين و آرائهم غير دقيقة و تحتمل الصحة و الخطأ في نهاية المطاف؟!
لماذا تجرأوا على كتاب الله لدرجة أنهم أوردوا أحاديث و زعموا أنها تنسخ آيات كاملة من القرآن الكريم؟! و كيف جعلوا تلك الأحاديث متحكمة في كتاب الله و سابقة له؟!
و بينما نجد أن هناك من يمرر كثير من الأحكام و الأمور على لسان رسول الله قائلا : " قال رسول الله"، نجد الله عز و جل في المقابل يقول في القرآن الكريم على لسان الرسول العظيم : (( و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا))....!
ثم إن هناك تساؤل آخر يطرح نفسه: ما دام العلماء قد اهتموا بتلك الصورة المبالغ فيها بجمع أقوال و أفعال النبي و توثيقها و تصنيفها و تتبع رواتها و اعتبار السنة النبوية مصدرا أساسيا للتشريع لا يقل أهمية بل و ربما يفوق كتاب الله أهمية، فأين ذهبت خطب الجمعة للنبي عليه الصلاة و السلام؟؟ لماذا لم تصلنا و لا خطبة منها؟ لقد مكث النبي في المدينة عشرة أعوام صلى الجمعة خلالها و صعد فيها إلى المنبر مئات المرات و خطب في جموع المصلين فأين ذهبت خطبه تلك و لماذا لم ينقلها و يحفظها لنا "علم الحديث"؟علما بأن خطب الرسول سواء كانت في الجمعة أو في الأعياد ألقاها نبينا الكريم أمام جموع كبيرة من الناس؟؟!! لماذا تركها البخاري مثلا و لم يتتبعها و ينقلها لنا؟؟!
عندما نقرأ في كتب "علوم الحديث" و الفقه دائما ما نصادف عبارة
"أجمع العلماء" و "اتفق العلماء" و لا ندري حقيقة من هم هؤلاء
العلماء بالضبط و ما هي مؤهلاتهم العلمية؟!
و من الأشياء الغريبة أن الأحاديث النبوية يتم تصنيفها حسب السند فهناك المعتل و المضطرب و المعضل و هذا كله أساس الحكم فيه هو القواعد التي وضعوها للأسانيد فإذا كان سند الحديث مخالفا لتلك القواعد ضعفوه أو أرسلوه و هكذا ، أما إذا كان المتن، أي نص الحديث، مخالفا لكتاب الله فهذا غير مهم مادام موافقا لقواعدهم الموضوعة! فعلى سبيل المثال حديث مثل : (( من بدل دينه فاقتلوه)) هو حديث صحيح حتى و إن خالف آيات القرآن، و صحته تكمن في سند الرواة و ليس في متن الحديث المخالف بشكل صارخ للعديد من الآيات التي وردت في الحرية الدينية و عدم إكراه الناس على الإيمان فمثلا : (( لا إكراه في الدين))... ((لكم دينكم و لي دين))....((و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)) ...و قوله تعالى فيمن يرتد عن دينه : (( و من يرتدد منكم عن دينه فيمت و هو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا و الآخرة و أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)) أي أن الله في هذه الآية لم يقل و من يرتدد منكم عن دينه فاقتلوه أو فيقتل و هو كافر، و إنما قال فيمت أي ميتة طبيعية و ليس قتلا بحد الردة و نحن نعرف أن القرآن دقيق جدا في ألفاظه!
و من الأشياء الغريبة أن الأحاديث النبوية يتم تصنيفها حسب السند فهناك المعتل و المضطرب و المعضل و هذا كله أساس الحكم فيه هو القواعد التي وضعوها للأسانيد فإذا كان سند الحديث مخالفا لتلك القواعد ضعفوه أو أرسلوه و هكذا ، أما إذا كان المتن، أي نص الحديث، مخالفا لكتاب الله فهذا غير مهم مادام موافقا لقواعدهم الموضوعة! فعلى سبيل المثال حديث مثل : (( من بدل دينه فاقتلوه)) هو حديث صحيح حتى و إن خالف آيات القرآن، و صحته تكمن في سند الرواة و ليس في متن الحديث المخالف بشكل صارخ للعديد من الآيات التي وردت في الحرية الدينية و عدم إكراه الناس على الإيمان فمثلا : (( لا إكراه في الدين))... ((لكم دينكم و لي دين))....((و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)) ...و قوله تعالى فيمن يرتد عن دينه : (( و من يرتدد منكم عن دينه فيمت و هو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا و الآخرة و أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)) أي أن الله في هذه الآية لم يقل و من يرتدد منكم عن دينه فاقتلوه أو فيقتل و هو كافر، و إنما قال فيمت أي ميتة طبيعية و ليس قتلا بحد الردة و نحن نعرف أن القرآن دقيق جدا في ألفاظه!
عندما اقوم باستعراض كثير من الأحاديث التي نسبت للنبي عليه الصلاة و السلام و
أجدها مخالفة لنصوص واضحة في كتاب الله ، بالأضافة إلى أن هناك أحاديث تعارض
بعضها البعض أتذكر قوله تعالى : (( أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا))...!
و لا يعني ما سبق أن كل ما ورد عن النبي ليس صحيحا و لا يجب الأخذ به و
إنما يجب أن يكون المقياس هنا هو مدى مطابقة نص الحديث لكتاب الله و ليس لقواعد
الإسناد! فهناك أحاديث تطابق كتاب الله و نتعلم منها الأخلاق الرفيعة و الحكمة و هي
متسقة جدا مع وحي الله و مع الفطرة و الإنسانية مثل قوله عليه الصلاة و السلام: ((من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) و قوله ايضا : (( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)).
من المعروف أن تراثنا الفقهي تأثر بالكثير من الخلافات السياسية و أن
الطامعين في السلطة عندما لم يتمكنوا من استخدام القرآن في تطويع الناس اتجهوا لما
يعرف بعلم الحديث، و بعيدا عن الحكام و"علماء السلطة" الذين يتمسكون
بعلوم الحديث و يروجون لها بين الناس مستغلين مكانة النبي العظيمة عند المسلمين و
عاطفتهم و حبهم الشديد للنبي لتمرير كل ما
يمكنهم تمريره للحفاظ على ملكهم و التسلط على عباد الله، فإن كثيرا من العوام
يتمسكون بالسنة النبوية و كل ما ورد فيها
من أقوال و أفعال لأسباب مختلفة. فهم يعتقدون أن تقليدهم للنبي و اتباعهم "الحرفي"
لكل ما قاله و فعله هو برهان حبهم وتقديرهم وأنهم بهذا يكرمونه و يستحقون "شفاعته". بينما من أراد تكريم النبي محمد عليه الصلاة و السلام
بحق فما عليه إلا أولا العودة إلى كتاب الله.. لأنه المعجزة الوحيدة لنبينا الكريم
ثم عليه ثانيا الاستفادة من المنطق النبوي في الحياة، فالنبي عاش في بيئته كما
ينبغي و كان متناغما مع ظروف عصره بشكل متكامل.
فعلى سبيل المثال استخدم النبي الكريم المسواك في تنظيف أسنانه و هذا ما كان متوافرا في بيئته في جزيرة العرب في القرن السابع الميلادي و لو كانت فرشاة الأسنان متوافرة في العصر النبوي لاستخدمها النبي ببساطة شديدة و لكن لا يجب أن يطلع علينا مسلم الآن في القرن الواحد و العشرين يتمسك بتنظيف اسنانه باستخدام السواك معتقدا أنها طريقة نبوية و أنه هكذا يهتدي بسنة النبي و إنما عليه استخدام أداة تنظيف الأسنان المتوافرة في عصره لا أن يمشي وسط الناس ممسكا بالمسواك!
فعلى سبيل المثال استخدم النبي الكريم المسواك في تنظيف أسنانه و هذا ما كان متوافرا في بيئته في جزيرة العرب في القرن السابع الميلادي و لو كانت فرشاة الأسنان متوافرة في العصر النبوي لاستخدمها النبي ببساطة شديدة و لكن لا يجب أن يطلع علينا مسلم الآن في القرن الواحد و العشرين يتمسك بتنظيف اسنانه باستخدام السواك معتقدا أنها طريقة نبوية و أنه هكذا يهتدي بسنة النبي و إنما عليه استخدام أداة تنظيف الأسنان المتوافرة في عصره لا أن يمشي وسط الناس ممسكا بالمسواك!
مثال آخر و هو أن النبي عليه الصلاة و السلام كان يأكل التمر و يشرب الحليب
و هذه هي الأطعمة التي كانت متوافرة في بيئته و كان هذا هو انتاج قومه و ليس لأن
التمر أكل نبوي، و لو كانت الفراولة مثلا
هي الفاكهة المتوافرة بكثرة في العصر النبوي لأكل منها النبي دون غضاضة...!
أما بالنسبة للباس فالنبي ارتدى مما كان يرتديه قومه في عصرهم و ما كانوا يخيطونه و يلبسونه و يجب أن نتعلم منه أن نرتدي ما يناسب مجتمعنا و زمننا و بيئتنا كما فعل هو عليه الصلاة و السلام لا أن نرتدي الآن في القرن الواحد و العشرين عين ما ارتداه النبي في القرن السابع الميلادي!
إذا أردنا أن نعبر بصدق عن حبنا و تقديرنا للنبي الكريم و لمكانته العالية كخاتم الأنبياء فما علينا سوى العودة إلى معجزته الخالدة و التي كرمه الله بها عن بقية الأنبياء و الرسل و هي القرآن الكريم و علينا تنزيهه عن قول أو فعل ما يتعارض مع ما ورد في كتاب الله و علينا أن نتوقف عن فهم الدعوة إلى تدبر القرآن على أنها دعوة إلى التخلي عن سيرة النبي العطرة ، و علينا أن نفهم جيدا أننا بإصرارنا على تقليد كل تفاصيل حياته التي عاشها في القرن السابع بشكل حرفي و نقلها إلى زمننا الحالي فإننا لا نكرمه بذلك و إنما نسيء إليه من حيث لا ندري و إلى نبوته العظيمة، و أننا نظهر رسالته العالمية أمام الأمم الأخرى بمظهر محلي غير لائق و كأنها رسالة محدودة ساذجة خارجة عن سياق العقل و التاريخ.
أما بالنسبة للباس فالنبي ارتدى مما كان يرتديه قومه في عصرهم و ما كانوا يخيطونه و يلبسونه و يجب أن نتعلم منه أن نرتدي ما يناسب مجتمعنا و زمننا و بيئتنا كما فعل هو عليه الصلاة و السلام لا أن نرتدي الآن في القرن الواحد و العشرين عين ما ارتداه النبي في القرن السابع الميلادي!
إذا أردنا أن نعبر بصدق عن حبنا و تقديرنا للنبي الكريم و لمكانته العالية كخاتم الأنبياء فما علينا سوى العودة إلى معجزته الخالدة و التي كرمه الله بها عن بقية الأنبياء و الرسل و هي القرآن الكريم و علينا تنزيهه عن قول أو فعل ما يتعارض مع ما ورد في كتاب الله و علينا أن نتوقف عن فهم الدعوة إلى تدبر القرآن على أنها دعوة إلى التخلي عن سيرة النبي العطرة ، و علينا أن نفهم جيدا أننا بإصرارنا على تقليد كل تفاصيل حياته التي عاشها في القرن السابع بشكل حرفي و نقلها إلى زمننا الحالي فإننا لا نكرمه بذلك و إنما نسيء إليه من حيث لا ندري و إلى نبوته العظيمة، و أننا نظهر رسالته العالمية أمام الأمم الأخرى بمظهر محلي غير لائق و كأنها رسالة محدودة ساذجة خارجة عن سياق العقل و التاريخ.
No comments:
Post a Comment