رشا المقالح
كنا في السابق لا نسمح لطفلنا بمشاهدة مسلسلات الأطفال القتالية و التي تحتوي على مشاهد عنف حتى و إن كانت مصنفة بأنها مناسبة لعمره. و ذلك لأننا نؤمن بأن أطفالنا ليسوا بحاجة لمثل تلك البرامج خاصة مع كل هذا العنف و الحروب الحاصلة في العالم. و إنما هم بحاجة ماسة ليتعلموا كيف يتعايشون مع بعضهم البعض بسلام و انسجام. و لكننا لاحظنا أن طفلنا عندما يلعب مع بقية الأطفال فإنهم يبدأون بتقليد تلك الشخصيات الكرتونية و القفز مثلهم و القتال على طريقتهم بينما كان طفلنا يقف حائرا غير فاهم لما يحدث! و في الغالب يتعرض للضرب و الهزيمة! و شعرت بانزعاج كبير كيف أن مثل تلك البرامج تحول كثير من الأطفال إلى فتوات و "بلطجية" في سن صغيرة جدا!
و عندما بدأ طفلنا في الذهاب إلى الحضانة، كنا سعداء جدا مثل كثير من
الآباء و الأمهات. و مع مرور الوقت كنا نشعر بالفخر و نحن نشاهده يكبر و يتأقلم و
يتعلم لغة جديدة بسرعة قياسية. ثم بدأنا نلاحظ أنه صار يطلب منا يوميا شراء أشياء
يراها مع غيره من الأطفال في الحضانة مثل تي شيرت سبايدرمان أو حذاء بات مان و
غيرها من السلع التجارية غير الضرورية و التي تمتليء بها الأسواق و تجذب انتباه
الأطفال و تفرغ جيوب آبائهم. لذا لم نهتم لطلباته و تجاهلناها و أخبرناه بأن لديه
كل ما يحتاج إليه و أن تلك الأشياء غير ضرورية.
و في أحد الأيام عندما ذهبت إلى الحضانة في نهاية اليوم لإخذه إلى البيت، صادفت أحد الأطفال و أنا في طريقي إلى مجموعة ابني و ما إن رآني حتى أشار إلى التي شيرت الذي كان يرتديه و قال لي بفخر :" لدي تيشرت حرب النجوم"! ابتسمت له و تظاهرت بالإعجاب، و بعدها بقليل صادفت طفلا آخر، في الثالثة من عمره، و ما إن رآني حتى قال: "لدي عشرة يورو!" و في طريقي إلى البيت تذكرت كل طلبات طفلي و إلحاحه المستمر على شراء تلك الأشياء له و بدأنا بالتساؤل فيما إذا كنا محقين تماما في تجاهلنا التام لتلك الطلبات؟! ثم بدأنا بمراقبة تصرفات الأطفال و لاحظنا أنهم يميلون بشدة للمفاخرة بما لديهم و التقليل من شأن الأطفال الآخرين الذين لا يمتلكون أشياء رائعة مثل التي لديهم. كنت أعرف من قبل أن المراهقين يتعرضون لمثل تلك الضغوطات و لكني لم أتوقع أن يعاني منها الأطفال في مثل تلك السن الصغيرة.
و عندما اقترب موعد عيد ميلاد طفلنا سألناه عن الهدية التي يريد الحصول عليها فأجاب بسرعة و بدون أي تردد أو تفكير :" لعبة سبايدرمان أو حرب النجوم"! و هي عبارة عن دمى بلاستيكية شاهدها في محل للألعاب في إحدى المرات. و لنا أن نرى كيف تستميت تلك الشركات في الوصول إلى جيوبنا بأي طريقة، في البداية تجدهم يبتكرون و يتفننون في انتاج المسلسلات الكرتونية غير المفيدة و غير التعليمية و ما إن يصبح ابطال تلك المسلسلات مشهورين و محبوبين حتى يبدأون في إغراق الأسواق بالألعاب و الملابس و الأحذية التي تدور حول تلك الشخصيات. لقد لاحظت أننا عندما نحضر لطفلنا تي شيرت على سبيل المثال لا يحتوي على مثل تلك الشخصيات فإنه يرفض ارتدائه معتبرا أن لا قيمة له!
للأسف اضطررنا في الأخير للسماح لطفلنا بمشاهدة تلك المسلسلات الكرتونية كما رضخنا لمطالبه و اشترينا له بعضا من "التي شيرتات" و غيرها من الملابس التي تحتوي على تلك الشخصيات. و لاحظنا بعدها أن ثقته بنفسه قد زادت و أن شعوره بالقدرة على المنافسة مع بقية الأطفال قد تعاظم أيضا.
من الواضح أن هذه الشخصيات الكرتونية لها تأثير كبير على أطفالنا وأن هذه الشركات لا تعبث فقط بأموالنا و إنما بشخصيات أطفالنا و طريقتهم في التفكير و الحكم على الأمور. لذا يجب علينا، كأباء و أمهات، أن نحاول التقليل من ذلك التأثير قدر الإمكان. أعرف أنه ليس بإمكاننا التوقف عن شراء مثل تلك الأشياء لهم و لكننا على الأقل يجب أن نعلمهم أن تقديرهم لأنفسهم يجب أن يكون نابعا من احترامهم لذواتهم و ليس من الأشياء التي يمتلكونها.
و بما أن "يدا واحدة لا تصفق" فإننا بحاجة للعمل معا من أجل إنشاء بيئة صحيحة نفسيا ينمو فيها أطفالنا و يكبرون بعيدا عن مثل تلك التأثيرات الاستهلاكية التي تعبث بعقول أطفالنا و تحولهم إلى مجموعة من المتفاخرين و الفتوات. أما إذا قررنا تجاهل هذا الأمر فعلينا أن نكون متأكدين من أن أطفالنا سيكبرون و ستكبر معهم هاتين الخصلتين السيئتين أيضا.
و في أحد الأيام عندما ذهبت إلى الحضانة في نهاية اليوم لإخذه إلى البيت، صادفت أحد الأطفال و أنا في طريقي إلى مجموعة ابني و ما إن رآني حتى أشار إلى التي شيرت الذي كان يرتديه و قال لي بفخر :" لدي تيشرت حرب النجوم"! ابتسمت له و تظاهرت بالإعجاب، و بعدها بقليل صادفت طفلا آخر، في الثالثة من عمره، و ما إن رآني حتى قال: "لدي عشرة يورو!" و في طريقي إلى البيت تذكرت كل طلبات طفلي و إلحاحه المستمر على شراء تلك الأشياء له و بدأنا بالتساؤل فيما إذا كنا محقين تماما في تجاهلنا التام لتلك الطلبات؟! ثم بدأنا بمراقبة تصرفات الأطفال و لاحظنا أنهم يميلون بشدة للمفاخرة بما لديهم و التقليل من شأن الأطفال الآخرين الذين لا يمتلكون أشياء رائعة مثل التي لديهم. كنت أعرف من قبل أن المراهقين يتعرضون لمثل تلك الضغوطات و لكني لم أتوقع أن يعاني منها الأطفال في مثل تلك السن الصغيرة.
و عندما اقترب موعد عيد ميلاد طفلنا سألناه عن الهدية التي يريد الحصول عليها فأجاب بسرعة و بدون أي تردد أو تفكير :" لعبة سبايدرمان أو حرب النجوم"! و هي عبارة عن دمى بلاستيكية شاهدها في محل للألعاب في إحدى المرات. و لنا أن نرى كيف تستميت تلك الشركات في الوصول إلى جيوبنا بأي طريقة، في البداية تجدهم يبتكرون و يتفننون في انتاج المسلسلات الكرتونية غير المفيدة و غير التعليمية و ما إن يصبح ابطال تلك المسلسلات مشهورين و محبوبين حتى يبدأون في إغراق الأسواق بالألعاب و الملابس و الأحذية التي تدور حول تلك الشخصيات. لقد لاحظت أننا عندما نحضر لطفلنا تي شيرت على سبيل المثال لا يحتوي على مثل تلك الشخصيات فإنه يرفض ارتدائه معتبرا أن لا قيمة له!
للأسف اضطررنا في الأخير للسماح لطفلنا بمشاهدة تلك المسلسلات الكرتونية كما رضخنا لمطالبه و اشترينا له بعضا من "التي شيرتات" و غيرها من الملابس التي تحتوي على تلك الشخصيات. و لاحظنا بعدها أن ثقته بنفسه قد زادت و أن شعوره بالقدرة على المنافسة مع بقية الأطفال قد تعاظم أيضا.
من الواضح أن هذه الشخصيات الكرتونية لها تأثير كبير على أطفالنا وأن هذه الشركات لا تعبث فقط بأموالنا و إنما بشخصيات أطفالنا و طريقتهم في التفكير و الحكم على الأمور. لذا يجب علينا، كأباء و أمهات، أن نحاول التقليل من ذلك التأثير قدر الإمكان. أعرف أنه ليس بإمكاننا التوقف عن شراء مثل تلك الأشياء لهم و لكننا على الأقل يجب أن نعلمهم أن تقديرهم لأنفسهم يجب أن يكون نابعا من احترامهم لذواتهم و ليس من الأشياء التي يمتلكونها.
و بما أن "يدا واحدة لا تصفق" فإننا بحاجة للعمل معا من أجل إنشاء بيئة صحيحة نفسيا ينمو فيها أطفالنا و يكبرون بعيدا عن مثل تلك التأثيرات الاستهلاكية التي تعبث بعقول أطفالنا و تحولهم إلى مجموعة من المتفاخرين و الفتوات. أما إذا قررنا تجاهل هذا الأمر فعلينا أن نكون متأكدين من أن أطفالنا سيكبرون و ستكبر معهم هاتين الخصلتين السيئتين أيضا.
No comments:
Post a Comment