Pages

July 25, 2016

ما بين خطابهم و خطابنا


رشـا المقالح

هذه الصورة التقطتها في فعالية بمناسبة عيد الشكر في الكنيسة المجاورة للحضانة التي يذهب إليها ابني، و هي كنيسة بروتستانتية ،حيث تمت دعوة الأطفال مع ذويهم لحضور تلك الفعالية، و قد حضرنا ،
و كان لدي رغبة كبيرة في التعرف على خطابهم الديني، و بعد احتفال بهيج و قصير، خرجت بعدة ملاحظات.

 لاحظت ان خطابهم يتميز بثلاثة عناصر مفقودة تماما في خطابنا:

- حضور المرأة  في الخطاب الديني، ليس كمستمع فقط و إنما كواعظة!

- الاسلوب شيق و قد نجح بشكل واضح في جذب انتباه الأطفال حيث طلب من كل طفل إحضار فاكهة معينة أو خضروات ثم تم وضعها جميعها على الأرض و حكت القسيسة حوارا بين الشمس و الأرض و كيف يهطل المطر و تنمو النباتات و كيف يجب أن نشكر الله عليها!

- استخدام الموسيقى في الخطاب الديني! حيث تخللت الحكاية مقاطع غنائية تخدم القصة ، و تلك المقاطع الغنائية قد سبق  تقديمها للأطفال قبل الفعالية  حيث كانوا يتدربون عليها مع أحد المدرسين العاملين في الحضانة  و هو عازف جيتار متمكن.

هذي العناصر الثلاثة تهذب الروح و ترقق القلب و تجعل مثل هؤلاء الأطفال الذين يتعرضون لهذه التنشئة يكبرون و هم يقدرون الحياة و ينخرطون في البناء و الإعمار.

كل ما سبق حصل بداخل الكنيسة أي بداخل دار العبادة عندهم...و التي يقابلها المسجد عندنا، فماذا يتعلم الأطفال في مساجدنا؟

- يتعلم الأطفال أن المرأة يجب أن تدخل المسجد من باب خلفي بعيدا عن الرجال و أنه لا يجوز رؤيتها و لا سماع صوتها.

- أسلوب خطابة منفر حيث يرى الطفل خطيبا يصرخ في الناس و ربما بكى و انتحب و طبعا يجب أن يدعو في نهاية خطبته العصماء بالويل و الثبور على بقية الأقوام.

- لا يتم استخدام الموسيقى في خطابنا الديني نهائيا حيث يتعلم الأطفال أن الموسيقى حرام طبعا خارج المسجد و داخله!

هذه الثلاثة  العناصر تجعل الأطفال عندنا يكبرون و هم يكرهون الحياة مما يسهل غسل أدمغتهم فيما بعد و
إقناعهم بالإنجرار وراء الصراعات و النزاعات و ربما تفجير أنفسهم بدلا من الانخراط في البناء و التعمير.

هذه الكنيسة التي أقيمت فيها تلك الفعالية، تتبع المذهب البروتستانتي و الذي أسسه مارتن لوثر رائد الحركة الإصلاحية في المسيحية، و الذي أدخل الكثير من التغييرات في الفكر المسيحي، منها مثلا رفض سلطة البابا، و السماح للقس بالزواج، و أحقية كل شخص بقراءة الكتاب المقدس و محاولة فهمه بدلا من احتكار فهمه على بابوات الكنيسة!

و اليوم نعيش - كمسلمين - في ظل صراعات و تناقضات حادة و نحن أولى بحركة إصلاحية شاملة للفكر الإسلامي، تنقيه مما علق به من شوائب و علل.

 أشعر بالأسف و أنا أرى أن الدين المسيحي على الرغم من كونه عقائديا ضعيف للغاية، و كتابه المقدس تعرض للتحريف و يحتوي على كثير من التناقضات، إلا أنه يعرض بإسلوب شيق و يقدم بطريقة إنسانية رائعة بينما العقيدة الإسلامية متينة و  أساسها كتاب محكم هو القرآن الكريم وهو كتاب عظيم يوفر أجوبة لكثير من الأسئلة، إلا أنه يعرض بطريقة بشعة و مسيئة.






No comments:

Post a Comment