Pages

January 22, 2015

لماذا يفشل المسلمون في تسويق أنفسهم بينما ينجح الآخرون؟

رشــا المقالح


زرتُ كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان أكثر من مرة، و تجولت فيها و التقطت العديد من الصور و لم يستوقفني احد رغم أني محجبة... هناك نقطة تفتيش واحدة فقط قبل الدخول إلى الكاتدرائية و المفترض أن يقوم الزائر بخلع الجاكت قبل المرور في جهاز التفتيش، و عندما جاء دوري قلت لهم "انا محجبة و لا استطيع خلع الجاكت!" فابتسموا لي ...و قالوا لي:" تفضلي!"..!

و الكاتدرائية مفتوحة للزيارة المجانية يوميا من الساعة السابعة صباحا و حتى السابعة مساءا! و يزورها ناس من كل الجنسيات و من كل الدول.....و الطاقم الذي يعمل في الداخل يتميز بأخلاق عالية و ترحيب مريح..

أما عندما زرنا جامع روما الكبير للمرة الأولى ذات مرة قبل صلاة المغرب، استوقفنا الحارس و سألنا عن سبب الزيارة"؟؟!!  أسرة مسلمة (هناك امرأة محجبة) و هذه الأسرة تدخل إلى الجامع قبل صلاة المغرب!بصراحة كان سؤالا لا معنى له...!


إدارة الجامع الكبير في روما تتم بطريقة روتينية للغاية و كأنه مصلحة حكومية و ليس معلما إسلاميا كبيرا...المفترض أن يكون المسلمين أكثر رغبة في تعريف الآخرين بحضارتهم و ثقافتهم ( و ليس عن طريق توزيع كتيبات و منشورات!!) و انما عن طريق التواصل الثقافي و الحضاري الحقيقي و الفاعل...

 جامع روما الكبير يعد أكبر جامع في أوروبا... و لكنه ليس مفتوحا للزيارة التلقائية في غير أوقات الصلاة... هناك مصلى صغير مفتوح للصلاة أما المصلى الكبير فيفتح يوم الجمعة و صلاة العيدين...
 أما الزيارات الثقافية فلا بد أن يسبقها اتصال أو إيميل و يتم تعبئة استمارة ما و غيرها و هناك أوقات محددة لمثل هذه الزيارات و قصيرة جدا !و في الأغلب تتم عن طريق المدارس و الجامعات و المؤسسات...

لدي صديقة ايطالية كانت سعيدة جدا عندما رأت الصور التي التقطتها للجامع الكبير من الداخل ، و شكرتني على مشاركة تلك الصور قائلة أنه لم يسبق لها رؤية جامع من الداخل! و عندما سألتها عن السبب، قالت :"ما أعرفه أنه ممنوع الدخول لغير المسلمين!" 

المسلمون ليسوا بحاجة إلى مثل هذه الآراء التي تسبب مزيدا من الانعزال و الانغلاق، بل على العكس تماما نحن بحاجة ماسة إلى التسامح و الانفتاح على الآخر...

التسويق الثقافي مثله مثل التسويق التجاري...فن له أصول و أدوات... و من يتقن هذا الفن ينجح في اكتساح السوق و جذب أنظار الجمهور محققا مبيعات أعلى، لا تقاس هنا بالمال و إنما بالسمعة الطيبة التي لا غنى عنها للتعايش.


No comments:

Post a Comment