رشــا المقالح
هل تساءلتم في يوم من
الأيام عن سبب انتشار صورة مشوهة في الغرب عن المسلمين بشكل عام و العرب بشكل خاص
؟!و لماذا مهما فعلنا لا نستطيع تغيير الصورة النمطية التي يرسمها لنا الإعلام
الغربي؟!
جزء
كبير من الإجابة نجده في الانتاج السينمائي العربي و خاصة الأفلام العربية
المشاركة في المهرجانات السينمائية الغربية. على سبيل المثال في مهرجان مالمو
للأفلام العربية للعام 2013 فوجئنا بعدد لا بأس به من الأفلام العربية التي تتنافس
لاجتذاب المشاهد الغربي و إثارة اشمئزازه و ذلك عن طريق حبكات و إن كانت مختلفة عن
بعضها البعض إلا أنها تتشابه جميعها في إضافة البهارات المعتادة و التي تثبت
للمشاهد الغربي أن المواطن العربي العادي إنما هو انسان
متطرف...معقد....قاس!
إليكم لمحة بسيطة عن بعض الأفلام العربية المشاركة
في ذلك المهرجان:
- فيلم جزائري يحكي قصة أم
ذهبت لتدفن في الخفاء ابنها الذي قتله ابنها الآخر، المتطرف الإسلامي!
- فيلم مغربي يحكي
قصة ثلاثة شباب متطرفين يقومون باختطاف ممثلين!
- فيلم مصري عن طفل اسمه
يوسف لم يتمكن من مشاهدة مباريات كأس العالم و ذلك لأن أهله منعوه من فتح التلفاز بسبب موت عمته و هذا ما
تقتضيه تقاليد العزاء!
- وهناك فيلم لمخرجة
سعودية عن طفلة سعودية تتمنى أن يكون لديها دراجة تقودها و تلهو بها و لكن قيادة
الدراجات ممنوعة على البنات في الشوارع، إلى هنا لا يمكننا الاعتراض،و لكن عندما
نعرف أن الفتاة ليس لديها النقود الكافية لشراء الدراجة لذلك تضطر الطفلة إلى
الدخول في حلقة تحفيظ القرآن فقط لأن جائز الحفظ مادية و الطفلة بحاجة النقود،
بالإضافة إلى أن أم الفتاة مشغولة عنها في إقناع زوجها بعدم الزواج عليها!
- وهناك فيلم سعودي آخر عن
فتاة تدعى أريج، و أريج هذه شابة سعودية يتيمة أرملة حامل، و أهل زوجها و تحديدا
أخو الزوج يضطهدها و يطالبها بأنها تدفع الدين الذي على زوجها و إذا لم تفعل فأنه
سيقوم بطردها من البيت الذي تسكن فيه، و مع سير الأحداث نجد أريج تبحث عن عمل و إذا
بها تلتقي بشاب يمني مشرد!
- فيلم لبناني يحكي عن فتاة
تتعرف على صبي زميل لها في الصف الدراسي و من ثم تبدأ الشائعات عنها و عن جرأتها
على مصادقة ولد! و تجتمع العائلة لتدق ناقوس الخطر و لتقرر بأن البنت بحاجة لمزيد
من التأديب و التربية من أجل سمعة العائلة!
صحيح أن هناك الكثير من
السلبيات في مجتمعاتنا، و لكن الأفلام التي على تلك الشاكلة ليست لها
أي علاقة بمعالجة تلك السلبيات أو حتى بتتبع أسبابها، و إنما هي مجرد تسويق تجاري
على طريقة "الجمهور عايز كده".... مجرد سباق يهدف إلى إثارة أقصى درجات
القرف و الإشمئزاز لدى المشاهد الغربي، أي أن الغرض منها ليس محاربة الظلم
أو رفع الوعي أو المساهمة في تنوير المجتمع، و إنما مجرد الفوز بجائزة!
No comments:
Post a Comment